عنها ، فلو شاء لقال فعلت وما فعل (فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ) أي وليس لمنكر البعث قوة يدفع العذاب عن نفسه (وَلا ناصِرٍ) [١٠] ينصره ، أي يمنعه منه.
(وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (١٢) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (١٥) وَأَكِيدُ كَيْداً (١٦))
قوله (وَالسَّماءِ) قسم آخر ، أي بخالق السماء (ذاتِ الرَّجْعِ) [١١] أي ذات المطر المرجوع بعد المطر ، وسمى العرب المطر رجعا لإرادة التفاؤل ليرجع أو لأن الله يرجعه وقتا فوقتا (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) [١٢] أي ذات الشق عن النبات والثمار ليكون قوتا لبني آدم ، وفيه إيماء إلى المنة عليهم ، أقسم الله بهما وجوابه (إِنَّهُ) أي القرآن (لَقَوْلٌ فَصْلٌ) [١٣] أي لقول (١) جد يفصل بين الحق والباطل على الحقيقة (وَما هُوَ بِالْهَزْلِ) [١٤] أي باللعب ، يعني لم ينزل بالباطل.
(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) [١٥] أي إن الكافرين يمكرون لك (٢) مكرا في دار الندوة لإطفاء نور الحق أو يصنعون كيد الشرك والمعصية (وَأَكِيدُ كَيْداً) [١٦] أي وأصنع لهم جزاء كيدهم بامهالي لهم إلى وقت الانتقام بالسيف هنا (٣) وبالنار يوم البعث.
(فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (١٧))
(فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ) أي أجلهم بالصبر ولا تدع بهلاكهم استعجالا ، وكرر الإمهال لزيادة التسكين والتصبير منه بقوله (أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) [١٧] أي أجلهم وخل عنهم الجدال زمانا قليلا ، يعني إلى وقت الموت ، فان أجل الدنيا كله قليل ، و (رُوَيْداً) اسم فعل بمعنى أمهل أو مهل (٤) وهما بمعنى الإنظار ، ووضع هنا موضع المصدر ، أي إمهالا يسيرا.
__________________
(١) لقول ، ح : قول ، وي.
(٢) لك ، ح و : بك ، ي.
(٣) هنا ، ح و : ـ ي.
(٤) أو مهل ، ح و : ـ ي.