(وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨))
(وَوَجَدَكَ ضَالًّا) أي خاليا عن الحكمة والشرائع (فَهَدى) [٧] أي فهداك إليها بالوحي فكيف يودعك بعد ما أوحي إليك (وَوَجَدَكَ عائِلاً) أي فقيرا بلا مال (فَأَغْنى) [٨] أي أغناك بمال خديجة أو أغناك بالرزق من الغنائم أو وجدك فقير القلب ترجو أموال الناس فأغناك بنور النبوة فصرت غني النفس ، قال صلىاللهعليهوسلم : «ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس» (١).
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١))
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) [٩] أي لا تحقره ولا تأخذ ماله ، بل ادفع حقه ، يعني أنك كنت يتيما وضالا وعائلا فآواك الله وهداك وأغناك ، فاذكر يتمك وترحم اليتيم (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) [١٠] أي لا تزجره عن بابك وارحمه كما رحمك ربك ورده ببدل يسير أو بكلمة طيبة فانها صدقة ، قيل : ليس المسكين الذي يسألك الرفق من المال إنما المسكين الذي يسألك العلم والأدب (٢)(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [١١] أي بعلم الشرائع والأحكام التي أنعمها عليك بالقرآن حدث الناس وعلمهم ، فيه تنبيه لمن تعلم القرآن أو علم الشريعة أن يحتسب في تعليم غيره.
__________________
(١) أخرجه أحمد بن حنبل ، ٢ / ٥٤٠ ؛ وانظر أيضا البغوي ، ٥ / ٥٨٩.
(٢) ولم أجد له مرجعا في المصادر التفسيرية التي راجعتها.