سورة التين
مكية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١))
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) [١] أقسم بهما تعظيما لهما ، أي بحقهما وهما مسجدان بالشام (١) أو جبلان ، أحدهما في دمشق والآخر في بيت المقدس (٢) أو يؤكل من الجنسين لكثرة فوائدهما لبني آدم ، قيل : أكل التين يقطع الباسور وينفع من النقرس (٣) ، والزيتون دهنه إدام وفاكهة ونافع للباسور ، قال عليهالسلام : «نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة يطيب الفم ويذهب الحفرة» (٤) ، أي صدأ الأسنان.
(وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣))
(وَطُورِ سِينِينَ) [٢] أي بحق الجبل الذي كلم الله موسى عليه (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [٣] هو فعيل بمعنى مفعول ، أي بحق البلد الذي يأمن الناس فيه من أن يهاج منه إذا دخلوه في الجاهلية والإسلام وهو مكة ، وقيل : يأمن كل الحيوان فيها. (٥)
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤))
قوله (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) جواب القسم وهو الجنس ، أي خلقناه (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [٤] أي تعديل لصورته ، حال من المفعول ، يعني كائنا كصورة (٦) لا كصورة البهائم ، لأنه يمشي مستويا وينطق بلسان ذلق ويبطش بيد وأصابع ويأكل بها.
(ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥))
(ثُمَّ رَدَدْناهُ) بعد الحسن والقوة وكمال الشباب (أَسْفَلَ سافِلِينَ) [٥] أي إلى حال هي أسفل أحوال السافلين خلقا وتركيبا ، وهي الضعف والهرم وأرذل العمر حتي يصير كالصبي الذي لا يفهم في أول أمره ، ف (أَسْفَلَ) حال من المفعول أو المعنى : رددناه إلى أسفل السافلين في النار بعد موته لكفره وفجوره ف (أَسْفَلَ) صفة مكان محذوف.
__________________
(١) هذا قول الضحاك ، انظر البغوي ، ٥ / ٥٩٦.
(٢) وهذا رأي قتادة ، انظر السمرقندي ، ٣ / ٤٩١ ؛ والبغوي ، ٥ / ٥٩٦.
(٣) أخذ المؤلف هذا الرأي عن الكشاف ، ٦ / ٢٤٢.
(٤) ذكره العجلوني في كشف الخفاء ، ٢ / ٤٢٣ ؛ وانظر أيضا الكشاف ، ٦ / ٢٤٣. ولم أعثر عليه في كتب الأحاديث الصحيحة التي راجعتها.
(٥) هذا الرأي منقول عن السمرقندي ، ٣ / ٤٩١.
(٦) كصورة ، ح : ـ وي.