لنأخذنه أخذا شديدا يوم القيامة ولنطرحنه في النار إن لم يتب ولم يسلم قبل الموت.
(فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨))
قوله (١)(فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) [١٧] أي مجلسه الذي اجتمع فيه القوم والمراد أهله ، نزل حين نهاه أبو جهل عن الصلوة فانتهره عليهالسلام انتهارا ، فقال أبو جهل : أتنهر فو الله لأملأن عليك هذا الوادي إن شئت خيلا جردا ورجالا مردا وإنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني (٢) ، فقال تعالى فليدع أهل مجلسه الكفرة حتى يعينوه وينتصر بهم (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) [١٨] لإهلاكه عيانا وهم ملائكة غلاظ خلقوا للعذاب يعملون بأرجلهم كما يعملون بأيديهم من الزبن وهو الدفع.
(كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩))
(كَلَّا) أي ليرتدع عن فعله ويتب ، وقيل : (كَلَّا) تنبيه للنبي عليهالسلام (٣) ، أي تنبه يا محمد أنت (لا تُطِعْهُ) أي أبا جهل في ترك الصلوة واثبت و «استقم كما أمرت» (٤) على الإيمان والصلوة وسائر الطاعات (وَاسْجُدْ) أي صل لله تعالى (وَاقْتَرِبْ) [١٩] أي اطلب التقرب إلى ربك تعالى بالأعمال الصالحة التي يحبها ، قال صلىاللهعليهوسلم : «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» (٥) ، وروي «إذا سجد» (٦).
__________________
(١) قوله ، وي : ـ ح.
(٢) عن ابن عباس ، انظر السمرقندي ، ٣ / ٤٩٥ ؛ والواحدي ، ٣٧٣ ؛ والبغوي ، ٥ / ٦٠٠ ـ ٦٠١.
(٣) ولم أجد له مأخذا في المصادر التي راجعتها.
(٤) هود (١١) ، ١١٢.
(٥) رواه مسلم ، الصلوة ، ٢١٥ ؛ وأبو داود ، الصلوة ، ١٥٢ ؛ والنسائي ، التطبيق ، ٧٨ ؛ وأحمد بن حنبل ، ٢ / ٤٢١ ؛ وانظر أيضا السمرقندي ، ٣ / ٤٩٥ ؛ والبغوي ، ٥ / ٦٠١.
(٦) انظر الكشاف ، ٣ / ٢٤٥. ولم أعثر عليه بهذا اللفظ في كتب الأحاديث الصحيحة التي راجعتها.