ذات اليمين إلى الجنة مكرمين والكافرون آخذون ذات الشمال إلى النار مهانين ، قوله (لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) [٦] يتعلق ب (يَصْدُرُ) ، أي ليروا جزاء أعمالهم من الثواب والعقاب ، روي عن النبي عليهالسلام : «ما من أحد يوم القيامة إلا ويلوم نفسه ، فان كان محسنا يقول لم لا ازدت إحسانا؟ وإن كان غير ذلك يقول لم لا رغبت عن المعاصي؟» (١) وهذا عند معاينة الثواب والعقاب.
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨))
(فَمَنْ يَعْمَلْ) من فريق السعداء (مِثْقالَ ذَرَّةٍ) أي مقدار نملة صغيرة (خَيْراً يَرَهُ) [٧] أي ثوابه في الآخرة (وَمَنْ يَعْمَلْ) من فريق الأشقياء (مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [٨] أي عقابه في الآخرة ، يعني كل واحد منهم يره بعد صدورهم عن الموقف إلى الجنة وإلى النار ، قيل : «عجل ثواب خير الكافر في الدنيا فلم يبق له عند الله مثقال ذرة من خير إذا مات ، وعجل عقوبة المؤمن في الدنيا فاذا مات ليس له عند الله مثقال ذرة من شر» (٢) ، وروي : أن عائشة رضي الله عنها تصدقت بعنبة وقالت : «إن فيها مثاقيل كثيرة» (٣) ، وقال صلىاللهعليهوسلم لأزواجه : «لا تحقر إحديكن لجارتها ولو فرسن شاة» (٤) ، أي كراعها.
__________________
(١) انظر السمرقندي ، ٣ / ٥٠٠ ـ ٥٠١. ولم أعثر عليه في كتب الأحاديث المعتبرة التي راجعتها.
(٢) عن محمد بن كعب القرظي ، انظر السمرقندي ، ٣ / ٥٠١.
(٣) انظر البغوي ، ٥ / ٦١٢.
(٤) رواه البخاري ، الهبة ، ١ ؛ ومسلم ، الزكوة ، ٩٠.