(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣))
(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً) لها خراطيم كخراطيم الطيور وأكف كأكف الكلاب ورؤوس كرؤوس السباع ، لم تر تلك الطير قبل ذلك الوقت ولا بعده ، قوله (أَبابِيلَ) [٣] نعت ل (طَيْراً) ، جمع أبالة وإبول وهو حزمة الحطب الكبيرة (١) ، أي كأبابيل ، يعني كحزمة متفرقة أراد جماعات كثيرة لا عدد لها.
(تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤))
(تَرْمِيهِمْ) أي الطير (بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) [٤] أي من طين مطبوخ بالنار تحملها في مناقيرها وأظافيرها ، وقيل : المراد من ال (سِجِّيلٍ) الديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار ، كأنه قيل بحجارة من جملة العذاب المكتوب المدون (٢).
(فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥))
(فَجَعَلَهُمْ) الله تعالى (كَعَصْفٍ) أي كورق زرع (مَأْكُولٍ) [٥] أي أصابه الأكال وهو السوس ، قيل : ما وقعت حجارة على جنب أحد منهم إلا خرجت من الجنب الآخر (٣) ، فليعتبر أولوا الألباب بذلك أن الله تعالى سلط على الجبابرة أضعف خلقه كما سلط على نمرود بعوضة فأكلت دماغه أربعين يوما فمات من ذلك.
__________________
(١) الكبيرة ، وي : الكثيرة ، ح ؛ وانظر أيضا الكشاف ، ٦ / ٢٥٥.
(٢) نقله عن الكشاف ، ٦ / ٢٥٥.
(٣) أخذه المصنف عن السمرقندي ، ٣ / ٥١٥ ؛ وانظر أيضا البغوي ، ٥ / ٦٢٩.