والكفو بمعنى أنه لم يكافيه أحد ولم يماثله فلا شريك له في ألوهيته وحكمه وتدبيره ، فهو موصوف بكمال التوحيد الثابت له بهذه الأقسام الأربعة للتوحيد الحقيقي ، وقدم الظرف الذي هو لغو ، واللوغ لا يقدم لكونه خارجا عن الجملة ، نص عليه سيبويه (١) لاهتمام التنزيه والتوحيد فيكون كالمستقر في الحكم.
قيل : فضلت هذه السورة على غيرها لمعرفة الله تعالى بها ، إذ هي المطلوب حقيقة (٢) ، وعن النبي عليهالسلام : «من قرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فكأنما قرأ ثلث القرآن» (٣) ، وعنه أيضا : «أيعجز أحدكم أن يقرأ القرآن في ليلة؟ فقيل : يا رسول الله من يطيق ذلك؟ قال : أن يقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ثلاث مرات» (٤) ، وروي أنه عليهالسلام سمع رجلا يقرأه قال : «وجبت ، قيل : يا رسول الله ما وجبت؟ قال : وجبت له الجنة» (٥).
__________________
(١) انظر الكشاف ، ٦ / ٢٦٣.
(٢) لعله اختصره من الكشاف ، ٦ / ٢٦٣.
(٣) أخرج الترمذي نحوه ، فضائل القرآن ، ١٠ ؛ وانظر أيضا السمرقندي ، ٣ / ٥٢٥.
(٤) رواه أحمد بن حنبل ، ٣ / ٨ ؛ وانظر أيضا السمرقندي ، ٣ / ٥٢٥ ؛ والبغوي ، ٥ / ٦٥٢.
(٥) أخرجه أحمد بن حنبل ، ٢ / ٣٠٢ ؛ وانظر أيضا البغوي ، ٥ / ٦٥٢ ؛ والكشاف ، ٦ / ٢٦٤.