(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥))
(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) [٥] أي أظهر حسده وعمل بمقتضاه ، ونكر لأن كل حاسد لا يضر كحاسد الخير ، قيل : هم اليهود حسدوا النبي عليهالسلام في نبوته (١) ، والحسد أخبث الطبائع ، وقيل : هو عام في كل حاسد (٢) ، وأول الحساد إبليس ، حسد آدم في الجنة ، وقيل : حسد قابيل هابيل (٣) ، وإنما خص شر هؤلاء الثلاثة بعد قوله (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) ، فانه عام في كل ما يستعاذ منه ، لأن شر هؤلاء أخفى من كل شر ، فانه يلحق الرجل من حيث لا يعلم فيهلك بغتة.
__________________
(١) أخذ المصنف هذا الرأي عن البغوي ، ٥ / ٦٥٥.
(٢) نقل المؤلف هذا القول عن السمرقندي ، ٣ / ٥٢٦.
(٣) وهذا مأخوذ عن القرطبي ، ٢٠ / ٢٥٩.