كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١) لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ (١٢) لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٣) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٤) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ (١٥) وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (١٦) يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧) وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (١٨) [النور : ١١ ـ ١٨].
هذا توجيه عظيم لمن يسمع إفكا على طاهر من الطاهرين ، أو طاهرة بينة الطهارة ، فأول واجب على المؤمن إذا سمع إفكا أن يظن خيرا بالمؤمن ، ويجعل حال الصلاح هى الظاهرة ، وهى الحاكمة ، فإن كان ممن يظن الظنون فعليه أن يثبت حتى يجيء الدليل ، وهو أربعة شهداء ، ليكون الدليل مقابلا لظن الخير بأهل الإيمان ، فإن لم يكن الدليل كان على المؤمن أن يقول هذا بهتان عظيم ، وأنه لا يسوغ لمؤمن أن يتلقى قولا يرمى من غير دليل ، ولا تثبت ، ثم يزيد الظن به ، فيقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم ، ويحسبونه تسلية ، وأمرا هينا وهو عند الله عظيم.
وفى هذا النص السامى بيان للمستهينين الذين يشيعون القول الفاسد ، وما ينبغى أن يكون عليه المؤمن ، وأن الإسلام يريد جماعة طاهرة عفيفة لا يسودها إلا الكلام الطيب النزيه العف.
اللعان :
٢١١ ـ جاء رجل إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يبثه شكواه ويقول : «إن الرجل يجد الرجل مع أهله ، فإن قتله قتلتموه ، وإن تكلم ضربتموه ، وإن سكت سكت على غيظ ، اللهم بيّن» ، فكان اللعان.
وهو يكون فى حال رمى الرجل زوجته بالزنى ، فقد جعل الله تعالى حكما خاصا ، مخصصا لمن يرمى أى محصنة غير زوجته ، لأنه لا يمكن أن يرمى زوجته إلا وهو فى عذر غالبا ، فكان اللعان للتثبت من الواقعة التى تتضمن الوقوع فى الفاحشة من الزوجة ، وقد بين الله تعالى اللعان بقوله تعالت كلماته :
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٦) وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٧) وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (٨) وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ