الوحدة ، ورمز إلى هذا الانتشار بالثلث ، الذي هو ثالث ثلاثة ، أي مرتبة النفس الكلية التي تنتشر منها النفوس الجزئية.
١٣ ، ١٥ ـ (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٣) وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ (١٤) وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (١٥))
[النساء : ١٣ ، ١٥]
الفاحشة ظهور النفس وادعاؤها أن الفعل لها ، والاستشهاد بالأربعة الاستشهاد بالخواطر الأربعة التي تدخل في نطاق إلهام الفجور والتقوى ، والتي هي لله عزوجل ، والإمساك في البيوت الإبقاء في كهف البدن ، أو في بيت القلب حتى يتوفى الموت النفس الجزئية ، أو يجعل الله لهن سبيلا وذلك بأن يكشف للنفس الجزئية حقيقة الفعل والفاعل ، فيكون ذلك سبيلا إلى الندم ، ثم التوبة ، ثم بقية المقامات.
١٦ ـ (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً (١٦))
[النساء : ١٦]
إتيان الفاحشة من قبل الاثنين كون النفس تحت سيطرة الخاطرين الشيطاني والنفسي ، والأذى يكون بتسليط نار الندم على القلب حتى يتوب ويصلح أمره.
١٧ ـ (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧))
[النساء : ١٧]
عمل السوء بجهالة خروج الإنسان إلى مسرح الوجود وهو لا يعلم من هو ، ولا من أين جاء ، ولا إلى أين هو صائر ، وهو بين هذه الجسور معلق ، يثبت لنفسه الأنية والهوية والاسم والصفة والفعل ، وهذا كله داخل في باب الجهالة ، والتوبة من قريب اليقظة من غفلة الجهل وإدراك الحقيقة.
١٨ ـ (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٨))
[النساء : ١٨]
عند ما يحضر النفس الجزئية الموت يكشف عنها الغطاء ، فتعرف الحقيقة وهي ما كانت فيه من حجاب ، فتتوب ولكن لات حين مناص ، لأن التوبة ذاتها بحاجة إلى مسرح للفعل ، ليعقبها الدخول في الإحسان ، وهو مقام الصالحين ، فإذا توفيت النفس غرق وجودها في بحر