سورة يوسف
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ، ٢ ـ (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢))
[يوسف : ١ ، ٢]
ألف لام راء متعلقة بالرؤيا التي رآها يوسف عليهالسلام ، وهي من الرؤى النبوية المبشرة بمكانة الأنبياء والأولياء أزلا ، إذ الأرواح طبقات ، وأعلاها طبقة الأرواح الأولى المشعة عن الروح الكلي.
٣ ـ (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (٣))
[يوسف : ٣]
قصة يوسف قصة تعين الإنسان الكامل ، وكنا قد تحدثنا عن هذه المكانة في قصة نوح ، وما نوح ويوسف ومحمد سوى التعينات للروح الكلي فهم ممثلو هذه المكانة المدعوة الوجود العلمي والحضرة العلمية.
٤ ـ (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (٤))
[يوسف : ٤]
فسر الإمام الغزالي الكواكب والشمس والقمر بأنها ليست هذه المرئيات من الأجرام ، بل هي الحجب بين الحق والخلق. وسجودها ليوسف إشارة إلى رفعها وكشفها حتى يطلع يوسف على الحقيقة ، ويعرف المجمل والمفصل والمحكم والمتشابه والأصول والفروع. فيوسف ممثل اسمه تعالى العليم ، والعليم جزء من ذاته بثه لتبدأ رحلة ما يكون فيه بالقوة من الأسماء إلى ما هو بالفعل.
٥ ـ (قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٥))
[يوسف : ٥]
الإخوة بقية الأسماء ، إذ الأسماء كلها حضرة وجودية جامعة ، تتنافس الأسماء فيها ليحتل كل منها المنصب الأسمى ، لكن الاسم العليم هو الذي تكون له الصدارة ، إذ أن من صفاته سبحانه السبع العلم ، وهي صفة تلي في المرتبة الحياة ، كما تحدثنا عن الحضرة العلمية التي هي أصل الوجود العياني وأساسه.
٦ ، ٧ ـ (وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ