سورة إبراهيم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ، ٢ ـ (الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ (٢))
[إبراهيم : ١ ، ٢]
الظلمات الجهل والغفلة ، والبعد عن الله ، والنور نور اليقين الذي قال فيه سبحانه في موضع آخر وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ، فهذا النور للعلم وهو العلم الذي يعلم الناس حقائق التوحيد ، وهو صراط هذه الحقائق.
٣ ـ (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (٣))
[إبراهيم : ٣]
الآخرة رؤية الله في الذات ، وكيف يكون أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد ، وكيف يكون بالمعية ، وكيف يسمع النجوى ، وكيف يكون الملهم والمناجي. قال سقراط : الذي يحتاج إليه سقراط هو معه حيثما توجه. وقال أيضا : إفحص عن علم الاجسام ، وعلم ما لا جسم له ، وعلم الذي وإن كان لا جسم له فهو موجود مع الاجسام.
٤ ـ (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤))
[إبراهيم : ٤]
قوله سبحانه : (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ،) قد تبع قوله : (فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ ،) فالضلال بقدر ولحكمة والهدى كذلك ، والظاهر شر كما قالت الملائكة معترضين : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها) وجوابه سبحانه : (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) [البقرة : ٣٠] ، فالباطن خير والله به عليم.
٥ ، ٧ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٥) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٦) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (٧))
[إبراهيم : ٥ ، ٧]