بسم الله الرّحمن الرّحيم
المقدمة
القوم يطلقون اسم (موسى) على (العقل) لمناسبة بينهما ، وهي تنظيم الملك وسياسته وتدبيره ، وتنظيم العلاقات مطلقا ، وهذه الأشياء هي فحوى الرسالات السماوية ، ومهمة الرسل أجمعين ، وهي عامة ، وهذه الأمور هي نفس مهمة العقل ولكن خاصة ، ولهذا فإنا نرمز إلى ظاهر الشرع بموسى ، ثم نستعير هذه الاسم للعقل للمناسبة التي ذكرناها .. وكذلك نرمز بالخضر إلى الروح ، لأنه كلما حل في مكان اخضر مكانه الذي حل فيه ، وليس يخفى أن الأرواح إذا قامت علاقتها بالأبدان اخضرت الأبدان بالحياة وخواصها ، وكذلك نرمز إلى النفس الأمارة بالسوء بفرعون لعتوها وتمردها.
ومتى أطلق القوم ، عليهم رضوان الله تعالى ، هذه الألفاظ ، فإنما يطلقونها على سبيل الاستعارة لا غير ، وليس كما فهم الكثير أن موسى اسم للعقل أو لعلم الظاهر ، وأن الخضر اسم للروح أو لعلم الباطن ، وأن فرعون اسم للنفس.
هذا خطأ في الفهم ، وخطأ في الاعتقاد ، ولأن موسى شخص بعينه ، وكذلك الخضر وفرعون ، والقرآن يقص علينا ذلك والتأويل على هذا النحو باطل ومصادرة للحق والحقيقة معا.
كتاب دراسات صوفية