وتكوينها من ذرات سالبة وموجبة ، ثم ذريرات هي موجات ضوئية أصلها عقلي روحي؟
٦ ، ٨ ـ (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (٦) إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (٧) وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً (٨))
[الكهف : ٦ ، ٨]
تحذير للرسول صلىاللهعليهوسلم من أن يهلك نفسه لأن الناس خالفوه وما صدقوه ، وتبين الآية السابعة أن تقسيم الناس هو بقصد الامتحان والفحص والتمييز ، والأمر منه وإليه ، لأن الأسماء أنى توجهت مرجعها إليه ، لأن منطلقها منه ومصدرها. فالقصد إذن ممارسة الأسماء والتعريفات الإلهية عملها لتظهر ، وما الناس إلا وسائط لتحريك الصفات ، ولهذا وصفت الآية الثامنة أن ما على الأرض هو صعيد جرز أي فتات يابس ، فالظاهر من غير باطن هو هذا الفتات اليابس ، والباطن هو الأصل ، وهو الحياة ، وهو المحرك.
٩ ـ (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (٩))
[الكهف : ٩]
الكهف يذكر بكهف أفلاطون الشهير ، فهذا الوجود الظاهري كله كهف كلي ، والإنسان فيه أيضا كهف كلي نوعي أي إنساني ، ودليل ذلك أن الأبحاث النفسية والفيزيولوجية تكشف عن وجود واحد هو الوجود الإنساني وما نتائج الدراسات النفسية ، والتي بإحصائها يحصل الدارس على شهادة عالم نفساني ، سوى هذا الدليل على الوجود الواحد وكون النفس واحدة ، وإن بدت في جزئيات ... وحتى الأبحاث الطبية تكشف عن وجود جراثيم معينة تحدث أمراضا معينة ، وعن مواقف للجسم من هذه الأمراض ، ولو لا وجود الوحدة الثابتة الكلية التي تحكم الجسد ما قام للطب من قائمة ولا انتصب له بنيان ، فالعلماء إذ يبحثون ويراقبون ويدرسون ويستخرجون إنما يفعلون هذا بسبب وجود حقيقة نفسية وفيزيولوجية للإنسان يحكمها قانون واحد ، ولا يختلف في هذه الحقيقة عالم مؤمن وعالم كافر ، بل العالم الكافر أشد اهتماما بهذه الوحدة من العالم المؤمن.
والله ضرب الكهف مثلا للبنيان الإنساني ، وصف هذا الإنسان بأنه آية من آياته وبأنه العجب ، ويذكرنا هذا القول بقوله سبحانه : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٢١)) [الذّاريات : ٢١].
وبحثنا يدور حول استخراج الكليات من هذه الجزئيات الإنسانية الظاهرة والرجوع إلى الأصول بملاحظة الفروع والنفوذ منها بالاستبطان إلى الداخل ، والقرآن كله إشارات إلى هذه الوحدة الإنسانية بله الوجودية الجامعة ولهذا تركنا ظاهر المعنى من الآيات ، وتسللنا إلى الباطن متأملين عالم الإنسان الخفي ، وهذا العالم الذي اتخذه الله عرشا له كما جاء في