سورة طه
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (طه (١))
[طه : ١]
تكثيف الذر ، وهو أول تعين للروح الكلي ، ولهذا كان الخطاب من الله إلى الحقيقة المحمدية التي سميت هنا طه ، فالطاء للخطاب ، والهاء لله والذي هو خروج الشيئية منه سبحانه صدورا أول كما هو معروف في الفلسفة والتصوف.
٢ ـ (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢))
[طه : ٢]
القرآن شفاء لأن فيه تفصيل كل شيء ، ومتى علم الإنسان أسرار الوجود استراح ، علما أن القول ، كما وصفه سبحانه في موضع آخر ، ثقيل ويحتاج إلى صدور ذات سعة.
٣ ـ (إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (٣))
[طه : ٣]
التذكرة لمن كان له نصيب من أسماء الآلاء ، فهولاء خلقوا ليذكروا ، والأمر منه وإليه ، فإذا كان صاحب الاسم سعيدا مهديا خشي الرحمن بالغيب ، وتقبل الوارد والخاطر الحسن ونور الهداية ، واستمع القول فاتبع أحسنه ، فالقرآن نزل إلى أصحاب الهداية والسعادة ، ومعلوم أن المشركين ما كانوا يتأثرون بالآيات لما كانت تنزل ، بل إن المنافقين كانوا يخافون ما ينزل لئلا تفضح سرائرهم.
٤ ـ (تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (٤))
[طه : ٤]
التنزيل منه إليه ، وسياق الآية يدل على هذا ، فهو سبحانه خالق الأرض والسموات ، والأرض جرم ، وكل جسم جرم ، فالأرض جرم البدن ، ومادام الخالق مع المخلوق أي بالمعية ، بل بالتخلل أيضا باعتباره النور الساري في المخلوقات ، كان التنزيل من الكلي إلى الجزئي باعتبار الجزئي المرآة والمحل والآية ، أو كما يقال في الفلسفة الامتداد.
٥ ـ (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (٥))
[طه : ٥]
الاستواء التمكن والتحكم والتملك ، وما دام العرش هو الوجود الباطني والظاهري فالرحمن هو المتصرف في الوجودين ، ولهذا قرن الاستواء باسمه تعالى الرحمن ، وكنا قد تحدثنا من قبل عن دور الرحمانية في الوجود ، فتحت هذا الاسم تنضوي قوى القيومية التي تمد الوجود بالحياة.