على النسبة الضرورية بين الذكور والإناث ، ومن هو القائم على هذا النظام إن لم يكن الله ، وكيف يفسر خروج التوأمين الحقيقيين ، اللذين خرجا من بويضة واحدة ، كيف يفسر خروجهما متشابهين بحيث لا يميز التوأم عن الآخر؟ ومن المصور الذي رسم في الرحم وجهي التوأمين فكانا صورة واحدة لها الوجه نفسه والعينان والشعر والطول والصحة والصوت حتى أن الوالدين لا يكادان يميزان ولدهما عن الآخر؟
٦١ ـ (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (٦١))
[آل عمران : ٦١]
الأبناء والنساء والأنفس إشارة إلى الحواس ظاهرة وباطنة بالإضافة إلى الروح والقلب والنفس ، وقوله سبحانه : (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) إلخ ... يعني كون الوجود وسطا بين الحق والخلق ، فلا حق بلا خلق ، ولا خلق بلا حق ، ولا حواس إن لم تؤيد بقوى الروح ، ولا حواس إن لم يكن ثمة ما تؤثر فيه وتفعل فيه أو تنفعل به من عالم العيان.
٦٢ ، ٦٣ ـ (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٢) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (٦٣))
[آل عمران : ٦٢ ، ٦٣]
قوله : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ) يعني أن لا حقيقة إلا الحقيقة الجامعة بين الحق والخلق ، ولهذا تبع هذا قوله : (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ ،) إذ ما دام الأمر ذا علاقة بالإله فالنظر يكون إلى وجه المعقولات الطالبة للمحسوسات والعكس ، فهاهنا فعل الإله والآلهة ، ثم عند رد الجميع إلى عين الجمع تفنى الآلهة ، ويبقى الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد الذي يصمد إليه كل الممكنات.
٦٤ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤))
[آل عمران : ٦٤]
دعوة أهل الكتاب إلى الإيمان بالكلمة الجامعة لكل ما جاء في الأديان السماوية ، وخلاصة هذه العبادة عبادة الله ، وعدم الإشراك به ، وألا يتخذ الناس أربابا من دون الله ، أي أن لا يتعلقوا بعيون الممكنات ، أو حتى بمثل المعقولات من دون ردها إلى الله وهذا معنى الإسلام.
٦٥ ، ٦٨ ـ (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٥) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٦٦) ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما