كأو. وادّعى بعضهم أنها عاطفة (١) إجماعا ، وبعضهم أثبت فيها خلافا ، قال تعالى : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)(٢) فهذه للتقسيم. وقوله : (إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً)(٣) ظاهر فيه التخيير ، ويجوز الإباحة. وقوله : (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ)(٤) ظاهر فيه (٥) التنويع ، وقد تحذف الثانية ويغني عنها (أو) ، نحو : قام إما زيدا أو عمرا. وقد يغني عنها (٦) إلا ، كقوله (٧) : [من الوافر]
فإمّا أن تكون أخي بحقّ (٨) |
|
فأعرف منك غثّي من سميني |
وإلّا فاطّرحني واتّخذني |
|
عدوّا ، أتّقيك وتتّقيني |
وقد تبدل ميمها الأولى ياء مع فتح همزتها ، وأنشد (٩) : [من البسيط]
يا ليتما أمّنا شالت نعامتها |
|
أيما إلى جنة أيما إلى نار |
وهذه الأحرف الثلاثة قد ذكرتها مبسوطة في غير هذا. وفي هذا كفاية لما نحن بصدده.
أ م ت :
قال تعالى : (لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً)(١٠) أي لا ارتفاع فيها ولا انخفاض ، أي لا حدب فيها ولا نبك. والنّبك : التلال الصغار.
__________________
(١) وفي س : ليست عاطفة. وحروف العطف عند النحويين عشرة ، وقد تسّعها أبو علي الفارسي حيث عزل عنها إمّا ، وعبّر ابن عصفور في كتاب شرح الجمل للزجاجي عن سبب عزلها خير تعبير (انظر : الأحاجي النحوية : ٤٣ ، شرح الجمل : ١ / ٢٢٣ ، البغداديات : ٣١٩).
(٢) ٣ / الإنسان : ٧٦.
(٣) ٨٦ / الكهف : ١٨.
(٤) ٧٥ / مريم : ١٩.
(٥) وفي س : في.
(٦) وفي ح : بها.
(٧) الأبيات للمثقب العبدي ، من شواهد المغني رقم ٨٦.
(٨) وفي المغني : بصدق.
(٩) من شواهد المغني : ٥٩ ، وشواهد التاج مادة ـ أمم. وذكره الجوهري وقال في همزة «أما» : وقد تكسر. والبيت للأحوص.
(١٠) ١٠٧ / طه : ٢٠ ، أمتا : مكانا مرتفعا ، ارتفاعا.