والأمت في الأصل : المكان المرتفع. ويقال (١) : ملأ مزادته فلا أمت فيها ، أي لا غرض فيها ولا تثنّي. وأمتّ الشيء أي قدّرته فهو مأموت. وأنشد (٢) : [من الرجز]
هيهات (٣) فيها ماؤها المأموت
وفي الحديث : «إنّ الله حرّم الخمر فلا أمت فيها» (٤). قال شمر : أي لا عيب فيها. قال الأزهريّ : بل معناه : لا شكّ فيها ، ولا ارتياب أنه لتنزيل من ربّ العالمين ، لأنّ الأمت في صيغة اللغة : الحزر والتقدير ويدخلهما الظنّ. يقال : بيننا وبين الماء ثلاثة أميال على الأمت ، أي الظنّ. وكم تأمت هذا الأمر؟ أي تقدّره (٥)؟ قال الهرويّ : قلت : معناه (٦) حرّمها تحريما لا هوادة فيه ، أي لا لين فيه. يقال : سار سيرا لا أمت فيه ، أي لا لين فيه (٧) ولا فتور.
أ م د :
قال الله تعالى : (فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ)(٨). والأمد والأبد أخوان إلا أنّ بينهما فرقا وهو أنّ الأبد عبارة عن مدة الزمان التي ليس لها (٩) حدّ محدود ، ولا يتقيّد فلا يقال : أبد كذا. والأمد : مدة لها حدّ مجهول إذا أطلق ، و [قد](١٠) ينحصر نحو أن يقال : أمد كذا. والفرق بينه وبين الزمن أنّ الأمد يقال باعتبار الغاية. والزمان عامّ في المبدأ (١١) والغاية. ولذلك قال بعضهم : الأمد والمدى يتقاربان. وقد تجيء لمجرد الغاية كقوله تعالى : (تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها
__________________
(١) الكلمة ساقطة من س.
(٢) الرجز لرؤبة ، كما في اللسان ـ مادة أمت.
(٣) ورواية اللسان : أيهات. المأموت : المحزور.
(٤) النهاية : ١ / ٦٥ ، في حديث الخدريّ.
(٥) وفي س : تقديره.
(٦) الكلمة ساقطة من ح.
(٧) الكلمة ساقطة من ح.
(٨) ١٦ / الحديد : ٥٧.
(٩) ساقطة من س.
(١٠) إضافة يقتضيها المعنى.
(١١) كذا في س ، وفي ح : الزمن ، وما ذكرناه أكثر صوابا.