ومن ذلك باكورة الفاكهة لما سبق منها. وابتكر الرجل : أكل الباكورة. وابتكر الجارية : أخذ بكارتها أي عذرتها. ومنه البكر لأول ولد ، ولمن ولد له أولا من الأب والأمّ. يقال في الكلّ بكر. قال الشاعر : [من الرجز]
يا بكر بكرين ، ويا خلب الكبد (١) |
|
لأنت شيء كذراع من عضد (٢) |
والبكر : التي لم تفتضّ. وقوله : (لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ)(٣). فالفارض : المسنّة ، والبكر : الفتيّة ، والعوان : (٤) النّصف ، وهي كما قال تعالى بين ذلك. قال الشاعر (٥) : [من البسيط]
لا تنكحنّ عجوزا إن أتوك بها |
|
واخلع ثيابك عنها معلنا هربا (٦) |
وإن أتوك وقالوا : إنّها نصف |
|
فإنّ أطيب نصفيها الذي ذهبا |
قال الهرويّ : البكر : التي لم تنتج ، يقال : حاجة بكر : التي لم يكن قبلها مثلها ، وسحابة بكر أي لم تمطر قطّ ماء (٧). وسمّيت البكر بكرا لمقابلتها بالثيّب لتقدّمها عليها فيما يراد له النساء وجمعها أبكار ، قال تعالى : (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً)(٨). والبكرة على البير من ذلك ، لتصوّر أول السرعة فيها.
قوله : (بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ)(٩). الإبكار مصدر أبكر يبكر. ويقال : أبكر يبكر
__________________
(١) جاء في هامش ح : النكد ، وهو غير سليم.
(٢) الصدر مذكور في المفردات : ٥٨ ، والبيت من شواهد اللسان ـ مادة بكر ، لكن صدره.
أصبحت مني كذراع من عضد
(٣) ٦٨ / البقرة : ٢ ، والحديث عن البقرة.
(٤) العوان : ما كان في منتصف السن من كلّ شيء.
(٥) البيت الثاني رواه ابن الأعرابي كما في التاج ـ مادة نصف.
(٦) جاء في هامش ح : ويروى :
والبس نعالك عنها طالبا هربا
كما تذكر النسخة س هذا الشطر في الهامش ثم تقول : الأول أبلغ.
(٧) يعكس ابن منظور المعنى فيقول : «سحابة بكر : غزيرة بمنزلة البكر من النساء. قال ثعلب : لأن دمها أكثر من دم الثيّب.
(٨) ٣٦ / الواقعة : ٥٦.
(٩) ٤١ / آل عمران : ٣.