منهجنا في التحقيق
حاولنا جهدنا أن نحسن قراءة المخطوطة قدر الطاقة ، وأن نقرئها قدر الإمكان ، وهذا وحده جهد مضن. وبعد أن أنجزنا نسخ المخطوطة ومقارنتها بأختيها الأخريين رجعنا إلى أهمّ مصادر السمين في تأليفه. وعدا مؤلفاته كان لا بد لنا من الرجوع إلى كتب غريب القرآن ، وغريب الحديث ، وعلى رأسها المفردات ، ومعاني القرآن للفراء والأخفش. كما أنه استفاد كثيرا من اللسان لابن منظور فخصصناه لثقته. لكننا لم نتوقف عنده وحده ، بل عدنا إلى أبرز المعجمات وكتب اللغة. كما أنه أفاد كثيرا من شروح ألفاظ الحديث من النهاية لابن الأثير ، فاخترناه لهذا ولدقته وثقته وسهولة تناوله وكثرة أقوال الصحابة والتابعين فيه.
ولما كان أغلب شواهده الشعرية لغويا ، ولما كان السمين نفسه أستاذ لغة ، فقد تتبعنا شواهده في كتب اللغة وكتب النحو ، ناهيكم عن الدواوين والمجموعات. وشيئا فشيئا ازداد عدد المصادر وتضخمت بطاقاتها. ولن نذكر في ختام الكتاب إلا جانبا منها. لكننا لم نشأ أن نعلق كثيرا ـ كما يفعل بعض العلماء ـ على المسائل النحوية والصرفية ، فهذا يتطلب كتابا آخر وتفصيلا أوسع. ولو فعلنا ذلك لكان عملنا أشبه بعمل المصنفين في العصر العثماني في التعليقات والتهميشات.
وحاولنا تقليب القراءة للوصول إلى طريق السلامة ، فأضفنا ما رأيناه يناسب السياق ، ورأبنا ما كان صدعا ، وطوينا عن سقط القلم صفحا فلم نبال به. وحاولنا التقويم والتصويب .. وعلّقنا وشرحنا بشكل موجز علمي كاف ، أو أحلنا لمن يشاء التوسع في ميدانه.