فالثّرى بالقصر التّراب ، وبالمدّ : المال.
فصل الثاء والعين
ث ع ب :
قوله : (ثُعْبانٌ مُبِينٌ)(١).
الثعبان : ما عظم من الحيّات ، والجانّ : ما دقّ منها. وعلى هذا فكيف يجمع بين قوله ثعبان وبين قوله جان (٢)؟ وأجيب بجوابين أحدهما أنها جامعة حين تشكّلها بين وصفي هذين الجنسين ، أي في عظم الثعبان وخفّة الجانّ. والثاني أنها في ابتداء تشكّلها كالجانّ ، ثم تتعاظم كالثّعبان.
وقال أبو عبيدة : هي الحية ، وأطلق. وقال غيره : الحية الذّكر. وقال الراغب : يجوز أن يكون سمّي بذلك من قولهم : ثعبته (٣) فانثعب ، أي فجّرته فانفجر ، وأسلته فسال. ومنه مثاعب المطر. قلت : قوله صحيح لأنّهم شبّهوا هذا الجنس لقوّة سعيه وخفّة حركته بالماء الجاري. وفي الحديث (٤) : «يجيء (٥) يوم القيامة وجرحه يثعب دما».
والثّعبة (٦) : ضرب من الوزغ جمعه ثعب. ولما كانت هيئته مختصرة من هيئة الثعبان اختصروا له لفظا من لفظه.
__________________
(١) ١٠٧ / الأعراف : ٧ ، وغيرها.
(٢) من قوله تعالى : (تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ) (الآية ١٠ / النمل : ٢٧).
(٣) في المفردات (ص ٧٩) : ثعبث الماء.
(٤) حديث الشهيد (النهاية : ١ / ٢١٢).
(٥) في الأصل : جاء ، والتصويب من النهاية.
(٦) في الأصل : والثعب ، وهو خطأ.