عبد الرّحمن (١) : «أنّه أودع فلانا (٢) جبجبة فيها نوى من ذهب» ، الجبجبة : زنبيل لطيف من جلود (٣) ، والجمع جباجب. وفي الحديث (٤) : «المتمسّك بطاعة الله إذا جبّب الناس كالكارّ بعد الفارّ». جبّب الرجل : إذ فرّ من الشيء مسرعا.
والجبّة : التي تلبس من ذلك لأنها قطعت [على](٥) قدر لابسها. وجبّت المرأة النساء إذا فاقتهنّ حسنا أي قطعتهنّ بحسنها ، كما يقال : قطعته في حسنه.
ج ب ت :
قوله تعالى : (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ)(٦) ؛ الجبت في أصل اللغة الجبس ، وهو الغسل الذي لا خير فيه. وقيل : التاء بدل من سين (٧) جبس تنبيها على مبالغته في الغسولة كقول الشاعر : [من الرجز]
عمرو بن يربوع شرار النات (٨)
أي خساس الناس.
والمعنى الغسالة وعدم الخير. قال ابن عرفة : الجبت كلّ ما عبد من دون الله. وقال غيره : هم الكهّان والسّحرة والشيطان.
__________________
(١) يعني عبد الرحمن بن عوف. والحديث في النهاية : ١ / ٢٣٥.
(٢) يعني مطعم بن عدي لما أراد أن يهاجر.
(٣) وفي الأصل : زنبيل من جلود لطيف ، ولعلها كما ذكرنا. والنوى : قطع من ذهب ، وزن القطعة خمسة دراهم.
(٤) الحديث لمورّق. النهاية : ١ / ٢٣٤.
(٥) إضافة المحقق.
(٦) ٥١ / النساء : ٤٠.
(٧) ذكر ابن يعيش فصلا في «التاء أبدلت من الواو والياء والسين والصاد والباء» وأورد على ذلك أمثلة (شرح المفصل : ١٠ / ٣٦).
(٨) البيت شاهد على مجيء التاء بدلا من السين ، وتتمته كما في شرح ابن يعيش : ١٠ / ٣٦ :
يا قاتل الله بني السّعلات |
|
عمرو بن يربوع شرار النات |
غير أعفّاء ولا أكيات |