تقدّم منه : ثاب ، وتاب كلاهما بمعنى الرجوع. وكذا الجذّ والحذّ. وكذلك عتا وعثا ، كما سيأتي في مادة (ك ت ب) و (ك ث ب). وقد يقع بعض فروق (١).
والجذّ أيضا : التّفتيت والتكسير ، ومنه قوله تعالى : (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً)(٢) أي قطعا مكسّرة وفتاتا. وفعال قد يجيء في معنى المفعول نحو الحطام والفتات والرّفات بمعنى محطوم ومفتوت ومرفوت.
والجذيذ : السّويق ، لأنّه يطحن ويفتّ. وفي حديث عليّ أنّه أمر نوفا البكاليّ (٣) أن «يأخذ من مزوده جذيذا» (٤). والجذيذة : الشّربة منه (٥). وفي حديث أنس : «أنّه كان يأكل جذيذة قبل أن يغدو في حاجته» (٦) أي شربة من سويق.
ج ذ ع :
الجذع : ما تقادم من خشب النخل وغلب فيما بينها (٧) ، ولذلك جعل آية لمريم عليهاالسلام في قوله : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)(٨) حيث كان جاريا للعادة في مثله. وقوله تعالى : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ)(٩) ، يريد : في أخسّ ما يكون من النخل لهوانكم علينا ، فلا نشغل بكم ما فيه منفعة من النخل المثمر. وبالغ بأن جعل الجذوع ظروفا لهم ، وقيل : «في» بمعنى «على» (١٠) كقوله (١١) : [من الكامل]
__________________
(١) وفي س : فروق منه.
(٢) ٥٨ / الأنبياء : ٢١.
(٣) هذه النسبة إلى بني بكال ، وهو بطن من حمير ينسب إليه أبو زيد نوف بن فضالة البكالي ، وهو ابن امرأة كعب الأحبار ، وهو تابعي (اللباب : ١ / ١٦٨).
(٤) النهاية : ١ / ٢٥٠.
(٥) يريد شربة من السويق.
(٦) النهاية : ١ / ٢٥٠.
(٧) الكلمة ساقطة من ح ، وموضعها بياض.
(٨) ٢٥ / مريم : ١٩.
(٩) ٧١ / طه : ٢٠.
(١٠) أي بمعنى الاستعلاء ، وهو الذي استشهد به ابن هشام في الآية السابقة (المغني : ١٦٨).
(١١) صدر بيت لعنترة (الديوان : ١٥٢) وهو من شواهد اللسان (مادة سرح) ومن شواهد المغني : ١٦٩.
وعجزه :
يحذى نعال السّبت ليس بتوأم