للعلمية ، وما قاله غير مشهور في النّقل ، بل المشهور عندهم أنّها عربية ، وأنّ منعها للعلمية والتأنيث. وحكى قطرب عن رؤبة (١) : ركيّة جهنّام أي بعيدة القعر ، واشتقاق جهنّم من ذلك لبعد قعرها. وفيها لغتان : بفتح الفاء والعين وهو المشهور وبكسرهما جميعا. وقيل : هل هي اسم لجميع نار الطبقات السبع ، أو هي أحد الطبقات السبع؟ للناس في ذلك كلام. والظاهر الأول لقوله تعالى : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ) الآية (٢). وقيل : هي نار غير العصاة.
فصل الجيم والواو
ج وب :
الجوب : قطع الجوب ، وهو كالغائط من الأرض. ثم استعمل في قطع كلّ أرض. قال تعالى : (جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ)(٣) أي قطعوه وجعلوه بيوتا يسكنونها. وقوله : «جوّاب ليل سرمد» (٤) أي قطّاع ليل بالسّرى. وجبت الفلاة : قطعتها سيرا. وقال أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه (٥) : «جيبت العرب عنا كما / جيبت الرّحى عن قطبها» ، وهذا من أبلغ الاستعارات ، يريد أنّه خرقت العرب عنا ، فكنّا وسطا وهي حوالينا ، وخيار الشيء وسطه ، كما خرقت الرّحى في وسطها لأجل قطبها الذي تدور عليه.
والجواب : السؤال من هذه المادة ، لأنه يقطع الجوب من في المتكلم إلى أذن السامع ، إلا أنه خصّ بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب. والسؤال على ضربين : مقال وجوابه المقال ، وطلب نوال وجوابه النّوال ؛ فمن الأول : (أَجِيبُوا داعِيَ
__________________
(١) وفي س : رواية!
(٢) الآيتين ٤٣ و ٤٤ / الحجر ١٥.
(٣) ٩ / الفجر : ٨٩.
(٤) القول للقمان بن عاد (النهاية : ١ / ٣١١) ، وهو جزء من رجز.
(٥) قاله للأنصار يوم السقيفة (النهاية : ١ / ٣١٠).