فالعين بعدهم كأنّ حداقها |
|
سملت بشوك فهي عور تدمع |
فصل الحاء والذال
ح ذ ر :
قال تعالى : (حَذَرَ الْمَوْتِ)(١) أي خوفه. وأصله التحذّر من الشيء المخيف المهلك. فهو أخصّ من الخوف. يقال : حذره يحذره حذارا وحذرا وحذرا (٢). وقيل : الحذر بالكسر : الاسم. وقرىء (حذار الموت) (٣).
قال تعالى : (يَحْذَرُ الْآخِرَةَ)(٤). وحذّرته كذا : خوّفته منه ونبّهته عليه ؛ قال تعالى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ)(٥) أي يخوّفكم ويذكّركم عقابه وما يوعدكم به. وأتى بلفظ النّفس مبالغة وتنبيها أنّ حقّ مثله أن يحذر. وقال الفراء : أكثر كلام العرب الحذر ، والحذر مسموع أيضا. قلت : لم يقرأه أحد إلا حذر الموت بالفتح لكونه مصدرا ، ولم يقرأه أحد إلّا (خُذُوا حِذْرَكُمْ)(٦) بالكسر لظهور الإسمية دون المصدرية ، أي خذوا ما فيه الحذر من السلاح وغيره. وحذار : اسم فعل كنزال ؛ قال (٧) : [من الطويل]
حذار فقد نبّئت إنّك للّذي |
|
ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى |
وقرىء : (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ)(٨) أي متيقّظون متحرّزون ، وحاذرون أي مبعدون ، حسبما بيّناه في «الدرّ» و «العقد» وغيرهما.
__________________
(١) ١٩ / البقرة : ٢.
(٢) ساقطة من ح.
(٣) هي قراءة اللؤلؤي عن أبيه (مختصر الشواذ : ٣).
(٤) ٩ / الزمر : ٣٩.
(٥) ٢٨ / آل عمران : ٣.
(٦) ٧١ / النساء : ٤.
(٧) البيت مجهول القائل ، وهو من شواهد أوضح المسالك : ١ / ٣٣٤.
(٨) ٥٦ / الشعراء : ٢٦ ، وهي القراءة بالألف والدال المهملة لابن عمار ومحمد بن السميفع. قال ابن خالويه : الجاذر السمين القوي الشديد! والمعنى فوق الصحيح.