الْخَوْفِ وَالْجُوعِ) الآية (١) لأنّ أحد الإنسان على غيره ونعيه أعظم من إعلامه.
وعن بعضهم أنه نعي إليه أخوه فقال : سبقك بها غيرك. فقال المخبر : لم يعلم به أحد قبلي! قال : بلى قد أخبرني بذلك قوله : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)(٢). وقرىء (لا يَحْزُنْكَ)(٣) من حزن وأحزن (٤) ، وكذا كلّ مضارع إلا التي في الأنبياء (٥) حسبما بينّاه في «العقد» وغيره.
فصل الحاء والسين
ح س ب :
الحسبان : الظنّ ، قال تعالى : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً)(٦). وقد يجيء يقينا كقول الشاعر (٧) : [من الطويل]
حسبت التّقى والمجد خير تجارة |
|
رباحا إذا ما المرء أصبح باقلا |
أي علمت ، لأنّ الظنّ لا يجدي في اعتقاد ذلك شيئا. وبالاعتبارين قرىء قوله تعالى : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ)(٨) ، برفع الفعل ونصبه ، وتحقيقه في غير هذا. وحسب ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، وأحكامهما محرّرة في غير هذا ، ولها أخوات.
والحساب : استعمال العدد والتقدير ، ومنه قوله تعالى : (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
__________________
(١) ١٥٥ / البقرة : ٢. والجملة بعدها ناقصة ومضطربة.
(٢) ١٨٥ / آل عمران : ٣.
(٣) ٤١ / المائدة : ٥.
(٤) «لا يحزنك» خفيفة مفتوحة الياء ، قراءة غير نافع ، وهي لغة قريش ، وأهل المدينة. «لا يحزنك» يجعلونها من «أحزن» ، والعرب تقول أحزنته وحزنته ، والثانية قراءة نافع (معاني القرآن للأخفش : ٢ / ٤٦٩ ، وحاشيته).
(٥) يعني قوله تعالى : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) (١٠٣ / الأنبياء : ٢١).
(٦) ١٨ / الكهف : ١٨.
(٧) ساقطة من ح.
(٨) ٧١ / المائدة : ٥.