أقوت وطال عليها سالف الأبد (١)
وحقّه ألّا يثنّى ولا يجمع لاستغراقه الأزمنة كلّها. على أنه قيل : آباد (٢) ، كأنهم قصدوا به أنواعا كما يقصد باسم الجنس ذلك. وقيل : إنّ آباد مولّد ليس من لغة العرب. ومن معنى الأبد قالوا للوحش أوابد جمع أبّد لبقائها (٣) دهرا طويلا. وتأبّد الشيء : بقي دهرا طويلا. وتأبّدت الدار : خلت. وذلك (٤) أنها لخلوّها وطول بقائها تحلّها الأوابد الوحشيات (٥). فجعل ذلك كناية من خلوّها. وتأبّد البعير : توحّش فصار كالأوابد ، ومنه الحديث : «إنّ لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش» (٦). يقال : أبدت الوحوش تأبد ، وتأبد ، واستعير من ذلك : الآبدة ، وهي الكلمة أو الخصلة التي ينفر منها ويستوحش (٧) ، فيقولون : جاء فلان بآبدة ، ومن ذلك قولهم أيضا : تأبّد وجه (٨) فلان ، أي توحّش فصار ينفر منه ، ومعناه : أبد. وقيل : أبد بمعنى غضب ، لأن الغضب يلازمه ذلك غالبا.
أ ب ر :
إبراهيم : اسم أعجمي ، وفيه لغات (٩) : إبراهيم ، وهو المشهور ، وإبراهام ، وقرىء بهما في السبع ، وإبرهم بحذف الألف والياء (١٠).
__________________
(١) عجز لمطلع معلقة النابغة ، وصدره :
يا دار مية بالعلياء فالسند
(٢) وفي س : أدبار.
(٣) في الأصل : لينالها ، ولعلها كما ذكرنا.
(٤) وفي س : وكذلك ، والجمع فيها : أ آبد.
(٥) كذا في س ، وفي ح : أوابد الوحشيات.
(٦) النهاية لابن الأثير : ١ / ١٣.
(٧) وفي س : ويتوحش.
(٨) في الأصل : من. والكلمة من مفردات الإصفهاني.
(٩) انظر البحر : ١ / ٣٧٢ و ٣٧٤.
(١٠) جاء في الهامش : «وروي أن عبد المطلب قال : عذت بما عاذ به إبراهيم مستقبل القبلة وهو قائم. ويروى له أيضا : نحن آل الله في كعبته ، لم يزل ذاك على عهد إبراهيم. معرب» وهو من غير خط المؤلف.