وقوله تعالى : (وَلا حامٍ)(١) قيل : هو الفحل يضرب عشرة أبطن ؛ يقولون : قد حمى ظهره ، فلا يركب ولا يحمّل.
وأحماء المرأة : أقارب زوجها لأنّهم حماة لها ، الواحد حمي وحمو وحم وحما. والأشهر إعرابه بالحروف كأب (٢).
وقال الشافعيّ في قوله صلىاللهعليهوسلم : «لا حمى إلا لله ورسوله» كان الشريف في الجاهلية إذا نزل أرضا أو بلدا استعوى كلبا فحمى لصاحبه مدى عواء الكلب لا يشركه فيه غيره وهو يشارك غيره في المرعى ، فقال عليه الصلاة والسّلام : «لا حمى إلا لله» أي لخيل الجهاد وإبله التي تحمل عليها أثقال المجاهدين.
فصل الحاء والنون
ح ن ث :
قوله تعالى : (يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ)(٣) فالحنث : اسم للذنب ، وهو هنا الكفر لأنّه أعظم الآثام والذنوب. واليمين الغموس : هي الحنث. وحنث في يمينه : أي لم يف بها. وبلغ الحنث عبارة عن البلوغ ، لأنه يؤاخذ الإنسان بالحنث عند بلوغه. وعبّر عن التعبّد بالتحنّث ، ومنه : «كان يتحنّث بغار حراء» (٤) وأصله أن يتباعد من الإثم والذنب ، نحو تحرّج : أي جانب الحرج ، فقيل : الحنث العظيم : اليمين الفاجرة.
وقوله : «من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث» (٥) أي لم يصلوا إلى حدّ يؤاخذون
__________________
(١) ١٠٣ / المائدة : ٥.
(٢) على أنه من الأسماء الستّة ، حيث تعرب بالحروف إذا كانت مفردة مضافة إلى غير ياء المتكلم. ويقول الراغب فيها (ص ١٣٣): «وقد همز في بعض اللغات فقيل : حمء نحو كمء». وانظر اللسان ـ مادة حما.
(٣) ٤٦ / الواقعة : ٥٦.
(٤) النهاية : ١ / ٤٤٩ ، مع تقديم وتأخير.
(٥) النهاية : ١ / ٤٤٩.