من القاصرات الطرف لو دبّ محول
يقال إذا أتى عليه [حول] ممّا كان قبله.
والحول : ما للإنسان من القوّة في حاله بالنسبة إلى تغيّره في نفسه وقنيانه ـ كما تقدم ـ ومنه : «لا حول ولا قوّة إلّا بالله». وقيل : الحول : الحركة ، وحال الشخص : أي تحرّك ، قاله أبو الهيثم ؛ فالمعنى : لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله. وعن الشافعيّ : «لا حول عن معصية الله إلا بتوفيق الله ، ولا قوة على طاعة الله إلا بإعانة الله». ويقال : حول وحيل ، قال اللحيانيّ : «يقال : إنه لشديد الحيل» أي القوة ، ومنه في دعائه عليه الصلاة والسّلام : «يا ذا الحيل الشديد» (١). قال الهرويّ : هكذا أقرأنيه الأزهريّ ، والمحدثون يروونه : الحبل ، بالموحّدة ، قال : ولا معنى له. وقيل : الحول : الحيلة ، والمعنى : لا حيلة في أمر الله ولا قوة تنجي منه إلا بمشيئة الله. قال أبو بكر : الحول : الحيلة ؛ يقال : ما له حول وحيلة واحتيال ومحالة ومحتال ومحلة ومحال بمعنى واحد (٢). وفي الحديث : «اللهمّ ، بك أحاول وبك أصاول» (٣) ، وروي : «أحول وأصول» ، أي أحمل على العدوّ.
والحول ـ أيضا ـ ظرف مكان ، وبمعناه الحوال ، قال (٤) : [من الرجز]
وأنا أمشي الدّألى حوالكا
ويثنّيان ، فيقال فيهما : حوليه وحواليه ، قال عليه الصلاة والسّلام : «حوالينا ولا علينا» (٥) ، ويجمع على أحوال ، قال امرؤ القيس (٦) : [من الطويل]
فقالت : سباك الله إنك فاضحي |
|
ألست ترى السّمّار والناس أحوالي؟ |
__________________
(١) ذكره ابن الأثير في «حيل» (النهاية : ١ / ٤٧٠).
(٢) وأنظر اللسان ـ مادة حيل.
(٣) النهاية : ١ / ٤٦٣ ، وفيه تبديل الجملتين.
(٤) عجز لراجز ، وصدره (اللسان ـ مادة حول) :
أهدموا بيتك؟ لا أبا لكا
(٥) من حديث الإستقساء (النهاية : ١ / ٤٦٤).
(٦) الديوان ٤٨.