أمر لا يسدّ منه خصم إلا انفتح [علينا منه] خصم آخر» (١) أي جانب.
والخصم يقع للواحد المذكر ولضدّيهما ؛ تقول : رجل خصم ، ورجال خصوم ، وامرأة خصم لأنه في الأصل مصدر ، وقد يطابق. وقوله : (هذانِ خَصْمانِ)(٢) قيل : تأويله : فريقان خصمان. ولذلك قيل : (اخْتَصَمُوا)(٣). فهو نظير : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا)(٤). والخصم : المختصّ بالخصومة.
وقوله : (وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ)(٥). الخصام : مصدر خاصمته أخاصمه خصاما ومخاصمة. ويقع الخصام للواحد المذكّر وغيره كالخصم ، وأشار بذلك إلى أنهم نسبوا الإناث لله وهنّ غير مبينات في الخصام لعجزهنّ. وقلّما خاصمت امرأة إلا وخصمت والجمع أخصام وخصوم. قوله : (وَهُمْ يَخِصِّمُونَ)(٦) أي في أمر الدنيا ، يعني أنها تأتيتهم وهم مشغولون بمعايشهم كقوله : (بَغْتَةً)(٧). وأصله يختصمون فأدغم. وفي الحرف قراءات وتصريف كثير (٨) اتقنّاه في غير هذا.
فصل الخاء والضاد
خ ض د :
قوله تعالى : (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ)(٩). قيل : هو الذي خضد من شوكه أو عرّي.
__________________
(١) النهاية : ٢ / ٣٩ ، والإضافة منه.
(٢) ١٩ / الحج : ٢٢.
(٣) ١٩ / الحج : ٢٢.
(٤) ٩ / الحجرات : ٤٩.
(٥) ١٨ / الزخرف : ٤٣.
(٦) ٤٩ / يس : ٣٦.
(٧) ٣١ / الأنعام : ٦ ، وغيرها.
(٨) قرأها يحيى بن وثاب (يخصمون) وهي قراءة حمزة ، وقرأها عاصم (يخصّمون) ، وقرأها أهل الحجاز (يخصّمون» يشدّد ن ويجمعون بين ساكنين ، وقرأها أبيّ بن كعب (يختصمون) وانظر تحليلا آخر في معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٧٩ ، وتحليلا لغويا في اللسان ـ حاشية مادة خصم.
(٩) ٢٨ / الواقعة : ٥٦. السدر : شجر النبق.