خلف بعض. وأصابته خلفة كناية عن مشي البطن (١). وخلف فلان فلانا : إذا قام بالأمر بعده أو معه.
والخلافة : النيابة عن الغير لغيبته أو عجزه أو موته أو تشريف المستخلف ، وعلى هذا [الوجه](٢) الأخير استخلاف الله أولياءه في الأرض كما قال : (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ)(٣) ، وقوله : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)(٤) قيل : هو بمعنى فاعل لأنه خليفة الله تعالى تشريفا له بذلك أو لأنّه خلف من كان قبله من جنّ إن صحّ ؛ فالتاء فيه قياس. وقيل : بمعنى مفعول لأنّ الله تعالى استخلفه في أرضه ؛ فالتاء فيه ليست بقياس. وقيل : كالنّطيحة والذّبيحة.
وقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ)(٥) جمع خليفة نحو ظرائف وظريفة. وخلفاء الأرض هو جمع خليفة على [معنى] التذكير لا على اللفظ. والظاهر أنه جمع خليف نحو ظريف وظرفاء. والمخالفة : أن يأخذ كلّ واحد طريقا غير طريق الآخر في حاله أو فعله. قال تعالى : (وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ)(٦). قال الأزهريّ : سألت أعرابيا عن صاحب لنا على الماء فقال : خالفني ـ أي ورد ـ وأنا صادر. فالمعنى : لست أنهاكم عن شيء وأدخل فيه.
وقوله : (وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً)(٧) أي بعدك فتجوز بالمكان عن الزمان. وقرىء : «خلافك» (٨). وقوله : (بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ)(٩) قيل : بمعنى خلّفهم كما تقدّم. وقيل : إنّه بمعنى مخالفته ، قاله الأزهريّ وجوّزه الراغب (١٠) أيضا في قوله : (لا
__________________
(١) وفي المفردات (ص ١٥٥) : كناية عن البطنة وكثرة المشي. ولعله أصوب.
(٢) إضافة المحقق للسياق.
(٣) ٥٥ / النور : ٢٤.
(٤) ٣٠ / البقرة : ٢.
(٥) ١٦٥ / الأنعام : ٦.
(٦) ٨٨ / هود : ١١.
(٧) ٧٦ / الإسراء : ١٧.
(٨) أي مخالفة لك.
(٩) ٨١ / التوبة : ٩.
(١٠) المفردات : ١٥٦.