ينازعني بها ندمان صدق |
|
شواء الطير ، والعنب الحقيبا / |
وعن الأصمعيّ : قال المعتمر بن سليمان : لقيت أعرابيا معه عنب ، قلت : ما معك؟ قال : خمر ، فكأنه قال : أعصر عنبا. ومجازه ما ذكرته لك. وفي الحديث : «دخلت عليه المسجد والناس أخمر ما كانوا» (١) أي أوفر. ومنه تخمّر القوم وخمروا أي تجمعوا. ويروى «أجمر ما كانوا» وتجمّروا بالجيم بالمعنى المذكور أيضا. وفي حديث معاذ : «من استخمر قوما أوّلهم أحرار وجيران مستضعفون فإنّ له ما قصر في بيته» (٢) قال ابن المبارك : أي استعبدهم. قال محمّد بن كثير : هذا كلام عندنا معروف باليمن لا نتكلم بغيره ؛ نقول للرجل : أخمرني كذا أي ملّكنيه. يريد : من استعبد قوما في الجاهلية ثم جاء الإسلام فهم ملكه. ومعنى قصر : حبس. وفيه : «أنه كان يسجد على الخمرة» (٣) أي قدر ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير وغيره ، وهي هذه السّجّادة.
خ م س :
قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ)(٤). الخمسة : عدد معروف. والخميس : خامس الأسبوع ، واسمه في قديم اللغة مؤنس. والخميس : الجيش. قالت أهل خيبر : «محمد والخميس» (٥) ، سمي بذلك لأنه يخمّس الغنائم. وقال الأزهريّ : سمي بذلك لأنه مقسوم على خمسة : المقدّمة ، والساقة ، والميمنة ، والميسرة ، والقلب. وفي حديث معاذ : «أمرني بخميس أو لبيس آخذه منكم» (٦). الخميس : ثوب طوله خمس أذرع. وثوب مخموس قال أبو عمرو : وقيل له ذلك لأن أول من أمر بعمل هذه الثياب
__________________
(١) النهاية : ٢ / ٧٧ ، وهو حديث أبي إدريس.
(٢) النهاية : ٢ / ٧٨.
(٣) وفي صحيح مسلم (المساجد : ٢٧٠): «كان يصلي على خمرة».
(٤) ٢٢ / الكهف : ١٨.
(٥) النهاية : ٢ / ٧٩.
(٦) النهاية : ٢ / ٧٩ ، وفي الأصل : منك ، والتصويب من النهاية. والأمر بشأن الصدقة.