فإن دحسوا بالشرّ فاعف تكرّما |
|
وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل |
وفي الحديث : «فخنس إبهامه» (١) أي قبضها. وقد صرّح عليه الصلاة والسّلام بذلك فقال : «الشيطان يوسوس إلى العبد فإذا ذكر الله خنس» (٢) أي انقبض.
خ ن ق :
قوله تعالى : (وَالْمُنْخَنِقَةُ)(٣) هي الدابة تخنق بحبل في عنقها فتموت ، فلا تحلّ. وقيل : كانوا يخنقون الدابة بدل زكاتها. والمنخنقة : القلادة ، تصوّروا فيها.
فصل الخاء والواو
خ ور :
قوله تعالى : (لَهُ خُوارٌ)(٤) أي صوت. واختصّ ذلك بالبقر ، ويستعار للبعير. وقال مجاهد : خواره خفيف إذا دخلت الريح جوفه. والخور : اللّين. ومنه : رجل خوّار أي جبان. وخار يخور ، وكأنهم تصوّروا أن الصوت لا يكون إلّا عند خوف ، ولذلك يقال : الشجاع صموت.
وأرض خوّارة : ليّنة. ويقال للنوق الغزار اللبن : خور ، سمّين بذلك لرقة لبنها. ولذلك يقولون في التي لا يغزر لبنها : الجلاد ، فقابلوا بين الصّلابة واللّين في ذلك. وفي حديث عمرو (٥) : «ليس أخو الحرب من يضع خور الحشايا عن يمينه [وعن] شماله» يعني الموطأ منها ؛ ذلك أنها تحشى حشوا رخوا. وهذا يناسب قوله : «اخشوشنوا» (٦). ورمح خوّار أي ليّن. والخوران : يقال لمجرى الروث ، وصوت البهائم.
__________________
(١) النهاية : ٢ / ٨٤ ، وهو من حديث صوم رمضان.
(٢) النهاية : ٢ / ٨٣.
(٣) ٣ / المائدة : ٥.
(٤) ١٤٨ / الأعراف : ٧.
(٥) في الأصل : عمر ، والحديث لعمرو بن العاص كما في النهاية : ٢ / ٨٧. والإضافة منه.
(٦) من حديث عمر في إحدى رواياته كما في النهاية : ٢ / ٣٥.