ويستعار الأثر للفضل ، والإيثار للتفضّل (١) إثارة. قال تعالى : (لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا)(٢) أي فضّلك. وقوله : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ)(٣) من ذلك ، أي يفضّلون غيرهم على أنفسهم. ومنه : له عليّ (٤) أثرة ، أي فضل. ومنه الحديث : «إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» (٥) أي يستأثر عليكم فيفضّل غيركم عليكم في الفيء.
فالأثرة : اسم من آثر يؤثر إيثارا. واستأثر فلان بكذا : أي تفرّد به دون غيره. وفي الحديث : «أو استأثرت به في علم الغيب عندك» (٦) أي تفرّدت به. ومنه قول الأعشى (٧) : [من المنسرح]
استأثر الله بالوفاء وبال |
|
عدل ، وولّى الملامة الرّجلا |
والأثرة : اسم للاستئثار ، والجمع الإثر ، قاله الأزهريّ ، وأنشد قول الحطيئة في عمر رضي الله عنه : [من البسيط]
ما قدّموك لها إذ آثروك بها (٨) |
|
لكن لأنفسهم كانت بك الإثر |
وقولهم : استأثر الله بفلان كناية عن موته وتنبيه أنه ممّا (٩) اصطفاه فتفرّد به دون الورى. وقولهم : ما فيها عين ولا أثر أي بقية. وفي الحديث : «من سرّه أن يبسط له في
__________________
(١) في الأصل : للفضيل ، ولعلها كما ذكرنا.
(٢) ٩١ / يوسف : ١٢.
(٣) ٩ / الحشر : ٥٩.
(٤) الكلمة ساقطة من ح.
(٥) النهاية : ١ / ٢٢.
(٦) مسند أحمد بن حنبل : ٣٩١.
(٧) البيت في مدح سلامة ، الديوان : ٢٣٣.
(٨) وعجزه في اللسان (مادة ـ أثر) ، والغريبين : ١٥.
ما آثروك بها إذ قدّموك لها
(٩) في الأصل : بما ، وفي المفردات : ممن ، ولعلها في المفردات أولى.