مُقْتَدِرٍ)(١) تنبيه على شدّة الأمر. ومثله : (أَخْذَةً رابِيَةً)(٢). وقوله : (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ)(٣) تنبيه على معنى المقابلة والمجازاة إلى [ما](٤) أخذوه من النّعم ولم يقابلوه بالشكر. فهذا وجه المفاعلة.
وقد أخذ مأخذ زيد أي : أخذ في الطريق التي أخذ فيها ، وسلك مسلكه في أموره. وفلان مأخوذ ، وبه أخذة من الجنّ كناية عن الذهول. ولزيد إخاذة وإخاذ : أي أرض أخذها لنفسه. ويقال : ذهبوا ومن أخذ مأخذهم وإخذهم أي هلكوا ومن كان يقتدي بهم.
والاتّخاذ : افتعال من الأخذ عند بعضهم. وقد تقدّم تصريفه في مادة «أ ج ر». وقيل : بل هو من تخذ يتخذ ، كقوله (٥) : [من الطويل]
وقد تخذت رجلي
وسيأتي إن شاء الله.
وإذا كان بمعنى الكسب تعدّى لواحد ، وإن كان بمعنى التّصيير تعدّى لاثنين ، كقوله : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً)(٦). ومثله «تخذت» ؛ وقرىء «تخذت» (٧) و (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً)(٨) وقوله : (قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا)(٩) أي : احتطنا لأنفسنا. وقوله : (إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها)(١٠) أي هي في قبضته لا تفوته فيصيبها (١١) بما أراد. وقوله : (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ
__________________
(١) ٤٢ / القمر : ٥٤.
(٢) ١٠ / الحاقة : ٦٩.
(٣) ٦١ / النحل : ١٦.
(٤) زيادة يقتضيها السياق.
(٥) الشاهد في التاج ، مادة ـ تخذ. وتمامه مع رواية (رجلي) :
وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها |
|
نسيفا كأفحوص القطاة المطوّق |
(٦) ١٢٥ / النساء : ٤.
(٧) ٧٧ / الكهف : ١٨ ، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو (السبعة : ٣٩٦).
(٨) وهي قراءة نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي (السبعة : ٣٩٦). وقال الليث : من قرأ «لاتّخذت» فقد أدغم التاء في الياء فاجتمعت همزتان فصيرت إحداهما ياء وأدغمت كراهة التقائهما.
(٩) ٥٠ / التوبة : ٩.
(١٠) ٥٦ / هود : ١١.
(١١) وفي ح : فيصيبه.