بلفظ واحد. وتأنيثه أخرى ، ويجمع على أخر (١). وهي معدولة عن الألف واللام عند الجمهور (٢) ، وقيل : عن أخر ، كما حققته في غير هذا. وأمّا أخر جمع أخرى بمعنى آخرة فليست كذا. وقد يراد بالآخر معنى غير ، كقوله تعالى : (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ)(٣).
والتأخير يقابل التّقديم ، قال تعالى : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)(٤) ، (بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ)(٥) ، أي قدّم من عمله وأخّر من سنّة. ولقيت فلانا بأخرة أي إخريّا ، ومنه حديث أبي (٦) برزة : «لمّا كان بأخرة». وأمّا نعته بأخرة أي بنظرة فبكسر الخاء. وقولهم : «أبعد الله الأخر» (٧) ، أي المتأخّر عن الفضيلة وعن مجرى الحقّ.
أ خ و :
والأخ أحد الأسماء الستّة المعربة بالواو والياء والألف ، وحذفت لامه اعتباطا كالأب. ويقال : أخو كدلو. قال : [من البسيط]
ما المرء أخون إن لم تلفه وزرا |
|
عند الكريهة معوانا على النّوب |
ويعرب مقصورا. ومنه : مكره أخاك لا بطل. وقد تشدّد خاؤه ، ويجمع على إخوة وإخوان. ومؤنثه أخت ، والتاء فيه للعوض عن اللام المحذوفة كبنت ، والنسب إليها أخويّ ، كالنسب إلى مذكّرها ، وقال يونس : أختيّ على لفظها (٨). ومثلها في هذين القولين بنت ، فيقال : بنويّ أو بنتيّ ، ويجمع على أخوات.
__________________
(١) يعني جمع أخرى.
(٢) يعني : عن تقدير ما فيه الألف واللام.
(٣) ١١٧ / المؤمنون : ٢٣.
(٤) ٥ / الانفطار : ٨٢.
(٥) ١٣ / القيامة : ٧٥.
(٦) في الأصل : ابن. ونسبه ابن الأثير (النهاية : ١ / ٢٩) إلى أبي برزة ، بينما في أسد الغابة (٥ / ١٤٧) عرّف بأبي برزة ولم يذكر الحديث. ويروى الحديث لأبي هريرة.
(٧) يقال في الشتم ، ولا يقال في الأنثى ، ويروى بالمد. وجاء في الهامش : «بالأخرة على وزن الثمرة بمعنى الأخير. يقال : ما عرفت إلا بالأخرة أي أخيرا. كذا في الصحاح».
(٨) على غير قياس.