له» (١). والثاني أنه على التعجب كقولهم : قاتله الله ما أشعره! ، ولله درّه ، وتربت يداه ، و (قُتِلَ الْإِنْسانُ)(٢). وفي آخر (٣) : أرب ، ما له؟ أي هو حاذق فطن. قال أبو العيال (٤) : [من مجزوء الوافر]
يلفّ طوائف الفرسا |
|
ن ، وهو بلفّهم أرب |
وأرب الرجل : صار ذا فطنة. وفي حديث : «أتي بكتف مؤرّبة» (٥) أي موفّرة غير ناقصة. وهو من قولهم : أرّب نصيبه أي عظّمه بأن جعل ذا قدر يكون فيه أرب.
وأرّب ماله : كثر ، وأرّبت العقدة : أحكمتها وشددتها ، ومنه قول سعيد بن العاص لابنه عمرو : لا تتأرّب على بناتي (٦) أي تتشدّد. وعن عائشة رضي الله عنها في حقّه عليه الصلاة والسّلام : «كان أملككم لأربه» (٧) أي لحاجته. وفي الحديث : «مؤاربة (٨) الأريب جهل وعناء» ، أي مغالبة العاقل جهل لأنه لا يختل عن عقله.
أ ر ض (٩) :
الأرض : الجرم الكثيف السفليّ المقابل للسّماء ، ولم تجىء في القرآن إلا مفردة ،
__________________
(١) الغريبين : ٣٥. النهاية : ١ / ٣٥.
(٢) ١٧ عبس : ٨٠.
(٣) أي : وفي قول آخر ، ثم قال : ما له؟
(٤) البيت مضطرب في الأصل ، صوّبناه من ديوان الهذليين : ص ٢٥٠ / القسم الثاني. والبيت من قصيدة يرثي فيها أبو العيال الهذلي ابن عم له قتل في زمن معاوية. ومعنى أرب هنا : هو حاذق بقتالهم.
(٥) النهاية : ١ / ٣٦.
(٦) وفي الأصل : بابي.
(٧) النهاية : ١ / ٣٦. والمعنى أنه كان غالبا لهواه. وضبطها الهروي بالكسرة «لإربه» (الغريبين : ٣٤)
(٨) وفي الأصل : مواريب ، وهو وهم.
(٩) جاء في الهامش تعليقا من غير خط المؤلف : «ذكر أئمة التفسير أن للأرض طبقات وفي كل منها مخلوقات وبين أرض وأرض مسيرة خمس مئة عام. ووردت على ذلك الأحاديث والآثار منها ما في البخاري من قوله عليهالسلام : من أخذ شيئا من الأرض بغير حق خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين. ومنها ما في الصحيحين واللفظ لمسلم : «من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوّقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين». ومعنى تطويقه جعله في عنقه كالطوق. وهذا المعنى يوافق رواية البخاري. وقيل معنى تطويقه إياه تكليفه حمله ، وقد تأول طبقات الأرض بالأقاليم السبعة ، وبطبقات العناصر بتأويل الأرض بالعالم ـ