فصل الألف والسين
أ س ر :
الأسر : الشّدّ ، وأصله من الشدّ بالإسار وهو القدّ (١) ، ومنه : أسرت القتب : شددته بذلك. ويسمّى الأخيذ أسيرا ومأسورا لشدّه بذلك. ثم أطلق على كلّ من أخذ بقوة ، وإن لم يشدّ به. وقوله : (وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ)(٢) أي قوّينا خلقهم ، وسمّي الخلق أسرا لشدّ بعضه بعضا. وفي الحديث (٣) : «كان داود إذا ذكر عقاب الله تخلّعت أوصاله لا يشدّها إلا الأسر» أي العصب والشّدّ. قيل (٤) : إشارة إلى كلمته في تركيب الأمور بتدبّرها وتأمّلها في قوله : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ)(٥)؟. وقيل : معناه أراد من شدّ المصرّتين (٦) لا تسترخيان.
وأسرة الرجل : من يتقوّى به. والأسر : احتباس البول ، كالحصر في احتباس الغائط لما في ذلك من الشدّة القوية. ويجمع الأسير على أسارى وأسارى ؛ ضما وفتحا ، وأسرى ، والمشهور أنه لا فرق. وعن أبي عمرو : الأسرى ؛ فهو جمع الجمع. وقد حقّقنا هذا في «الدرّ المصون». وقال الكسائيّ : ما كان من علل الأبدان والعقول جمع على فعلى ، فجعله من باب هلكى ومرضى ، وقيل في قوله.
أ س س :
والأساس : أصل الشيء الذي يبنى عليه ذلك الشيء. ومنه أسّ البناء أي قاعدته ، نحو قفل وأقفال. ويستعار ذلك في المعاني فيقال : أسّس أمره على خير أو شرّ. قال تعالى :
__________________
(١) القدّ : الذي يؤسر به القتب ، ويسمى الإسار. وضبطه الهروي بفتحة فسكون (الغريبين : ٤٦).
(٢) ٢٨ / الإنسان : ٧٦.
(٣) الحديث لثابت البناني. النهاية : ١ / ٤٨.
(٤) تعليقا على الآية (وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ).
(٥) ٢١ / الذاريات : ٥١.
(٦) مصرّتا البول والغائط إذا خرج الأذى منهما تقبّضتا ، أو معناه : لا تسترخيان قبل الإرادة.