عائشة : [في الخضاب] ... (١) «وأرغميه» يعني الخضاب أي ارمي به في التراب. وقالت أسماء : «قدمت أمي راغمة» (٢) أي كارهة إسلامي ، وقيل : هاربة. ويعبّر بالرّغم عن السّخط ، يقال : أرغمته أي أسخطته ، قال الشاعر (٣) : [من الطويل]
إذا رغمت تلك الأنوف لم ارضها |
|
ولم أطلب العتبى ولكن أزيدها |
فمقابلته بالإرضاء يدلّ على أنّ المراد به الإسخاط. وراغمه : ساخطه. وتجاهدا (٤) على أن يرغم أحدهما الآخر. ثم تستعار المراغمة للمنازعة ، فقوله : (مُراغَماً كَثِيراً) أي مذهبا يذهب إليه إذا رأى منكرا يلزمه الغضب منه ، كقولك : رغمت إليه من كذا (٥). وقيل بحذفها جرا. قال : راغمته ، أي هاجرته ، ولم أبال رغم أنفه : أي لصوقه بالتراب. وفي الحديث : «إنّ السّقط ليراغم ربّه» (٦) أي يغاضبه ، على المجاز. وأمّا الرّغم بالرأي فالغضب مع الكلام.
فصل الراء والفاء
ر ف ر ف :
قوله تعالى : (رَفْرَفٍ خُضْرٍ)(٧) قيل : هي الثياب التي يتّكأ عليها وتفترش وعن الحسن : المخادّ. وقيل. هي أطراف الفسطاط والخباء الواقعة على الأرض دون الأطناب والأوتاد ؛ شبهت بالرياض من النبات. وأصل ذلك من رقيق الشجر ، وهو انتشاب أغصانه.
__________________
(١) بياض في الأصل ، والاضافة من النهاية : ٢ ٢٣٩.
(٢) النهاية : ٢ ٢٣٩ ، وتمامه فيه : «إنّ أمي قدمت عليّ راغمة (ورويت راغبة) مشركة أفأصلها؟ قال : نعم».
(٣) البيت من شواهد الراغب في المفردات : ١٩٩.
(٤) وفي الأصل : وتهاجرا.
(٥) أي غضبت إلى فلان من كذا.
(٦) النهاية : ٢ ٢٣٩.
(٧) ٧٦ الرحمن : ٥٥.