ورفادة السّرج والعسّ من ذلك. وفي الحديث لمّا عدّ أشراط الساعة : «و [أن] يكون الفيء رفدا» (١) أي صلة فلا يعطاه مستحقّوه.
ر ف ع :
(وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)(٢) أي يرفع الكلم الطيّب ، وذلك أنه لا يرفع قول إلا بعمل ، كذا قال قتادة. والرفع تارة يقال في الأجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرّها ، وتارة في البناء إذا طوّلته ، وتارة في الذّكر إذا توهمته ، وتارة في المنزلة إذا شرّفتها ، كقوله تعالى : (وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ)(٣) ، (إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ)(٤) ، (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ)(٥) ، وفي الحديث : «لا أذكر إلا ذكرت» (٦) ولذلك لا تصحّ الصلاة ولا يعتبر الأذان إلا بذكره صلىاللهعليهوسلم.
وقوله تعالى : (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ)(٧) وقوله : (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ)(٨) ، أي إلى سمائه ومنازل أصفيائه ، كقوله عليه الصلاة والسّلام : «اللهمّ الرفيق الأعلى» (٩) تعالى الله عن الجهة. قوله : (وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ)(١٠) إشارة إلى اعتلائها وما خصّت به من الفضيلة. وقوله : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ)(١١) يصحّ أن يريد علوّها وتشريفها ، والرفع في السّير : شدّته ، ومنه رفع البعير (١٢). والرّفاعة (١٣) كالرّفادة ، والرفع : الإزالة. قال (١٤) : [من مجزوء الرمل]
__________________
(١) النهاية : ٢ ٢٤٢.
(٢) ١٠ فاطر : ٣٥.
(٣) ٦٣ البقرة : ٢.
(٤) ١٢٧ البقرة : ٢.
(٥) ٤ الشرح : ٩٤.
(٦) رواه ابن جرير ، انظر تفسير ابن كثير.
(٧) ١٦٥ الأنعام : ٦.
(٨) ١٥٨ النساء : ٤.
(٩) النهاية : ٢ ٢٤٦.
(١٠) ١٨ الغاشية : ٨٨.
(١١) ٣٤ الواقعة : ٥٦.
(١٢) شدّ في سيره.
(١٣) الرفاعة : ما ترفع به المرأة عجيزتها.
(١٤) البيت لجذيمة الأبرش كما في اللسان ـ مادة شمل. ومن شواهد شرح المفصل : ٩ ٤٠ من غير عزو. ـ