ورويت الشعر والحديث أرويه رواية ورويا. وفي حديث عبد الله : «شرّ الرّوايا روايا الكذب» (١) قيل : هو جمع راوية. وقيل : جمع رويّة ، وهو ما يتروّى فيه الإنسان أمام العمل. والرويّة : الفكر. ورويّ القصيدة : الحرف الذي تنسب إليه.
فصل الراء والياء
ر ي ب :
قوله تعالى : (لا رَيْبَ فِيهِ)(٢) قيل : لا شكّ فيه. قال الزمخشريّ : الرّيب : مصدر رابني ، إذا حصل شكّ. الرّيبة : قلق النفس واضطرابها ، ومنه : «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» (٣) ، فإنّ الشكّ ريبة ، وإنّ الصّدق طمأنينة ، فإنّ كون الأمر مشكوكا فيه مما تقلق له النفوس ولا تستقرّه ، وكونه صحيحا صادقا مما تطمئنّ له وتستكنّ. ومنه ريب الزّمان ، وهو مما تقلق له النفوس وتشخص القلوب في نوائبه. والراغب (٤) قد عاب على من فسّر الرّيب بالشكّ ، فقال في خطبة كتابه بعد كلام طويل : «فيعدّه من لا يحقّ الحقّ ويبطل الباطل أنه باب واحد ـ أي نوع ـ فيقدّر أنّه إذا فسّر الحمد لله بقوله : الشكر لله ، ولا ريب فيه بلا شكّ فيه ، فقد فسّر القرآن». ثم قال في مادّة الرّيب (٥) : «يقال : رابني ... فالرّيب أن تتوهّم بالشيء أمرا [ما](٦) فينكشف عما تتوهّمه» ، ولهذا قال تعالى : (لا رَيْبَ فِيهِ) وإلا رأى أن يتوهّم فيه أمرا فلا ينكشف عمّا يتوهّمه. وقال الهرويّ : رابني : شكّكني وأوهمني الرّيبة ، فإذا استيقنته قلت : أربني ـ بغير ألف ـ وأنشد للمتلمّس (٧) : [من الطويل]
أخوك الذي إن ربته قال : إنّما |
|
أربت وإن عاتبته لان جانبه |
__________________
(١) النهاية : ٢ ٢٧٩.
(٢) ٩ آل عمران : ٣ ، وغيرها.
(٣) النهاية : ٢ ٢٨٦. ويروى بالفتح والضم.
(٤) المفردات : ٦.
(٥) المفردات : ٢٠٥.
(٦) الإضافة من المفردات.
(٧) البيت لبشار كما في الديوان : ١ ٣٠٨ من بائيته المشهورة. وابن منظور يعزوه لأحدهما. ويروى البيت بضم «أربت» وفتحها.