باب الزاي
فصل الزاي والباء
ز ب د :
قوله تعالى : (زَبَداً رابِياً)(١). زبد الماء : ما يطفو عليه من تراكم أمواجه ، وقد أزبد الماء يزبد أي صار ذا زبد ، والزّبد معلوم ، وهو شبه ما يطفو على الماء. وزبدته زبدا : أعطيته مالا كثيرا مثل الزّبد ، وأطعمته الزّبد. قال المبرّد : زبده ، يزبده ـ بكسر العين ـ أعطاه مالا كثيرا ، ويزبده بضمّها : أطعمه الزّبد ، وفي الحديث : «إنا لا نقبل زبد المشركين» (٢) بسكون العين ، أي رفدهم. والزّباد : نور يشبه الزّبد في بياضه.
ز ب ر :
قوله تعالى : (بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ)(٣) الزبر : الكتب ، الواحد زبور ، نحو : عمود وعمد. يقال : زبرت الكتاب : كتبته كتابة غليظة ، وكلّ كتاب غلظت كتابته فهو زبور. وقرئ قوله تعالى : (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً)(٤) بضمّ الزاي وفتحها (٥) ؛ فقيل : هما بمعنى واحد ، وقيل : المضموم جمع زبر ، والزبر مصدر سمي به المزبور ، كالكتاب مصدر في الأصل سمي به المكتوب. وقيل : الزّبور اسم لكلّ كتاب ليس فيه أحكام ، ولذلك سمي ما نزل على داود زبورا إذ لم يكن فيه أحكام ، بل أمثال وعظات. وقيل : هو اسم لما يتضمّن من الحكم العقلية دون الأحكام الشرعية ، بخلاف الكتاب فإنه غلب على ما يتضمّن الأحكام. وقيل :
__________________
(١) ١٧ الرعد : ١٣.
(٢) النهاية : ٢ ٢٩٣.
(٣) ١٨٤ آل عمران : ٣.
(٤) ١٦٣ النساء : ٤ ، وغيرها.
(٥) قال الفراء : وحدثني أبو بكر قال : كان عاصم يقرأ (زبورا) بالفتح في كل القرآن. وقرأ حمزة بالضم (معاني القرآن : ٢ ١٢٥).