وفي الحديث أنه عليه الصلاة والسّلام : «لم يدخل الكعبة حتى أمر بالزّخرف فأخرج» (١) قيل : كانت فيه نقوش وتصاوير من ذهب. وقيل : هو الذهب المزوّق.
فصل الزاي والراء
ز ر ب :
قوله تعالى : (وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)(٢). هي جمع زربية ، وهو نوع من الثياب محبّر منسوب إلى موضع. وقال المؤرّج : زرابيّ البيت : ألوانه. وقد أزرب البيت : أي صار ذا زرابيّ ، وهي البسط ، فلما رأوا الألوان في البسط شبّهوها بها. وقيل : هي البسط العراض. وقيل : ما بها خملة. ويقال : زريبة وزريبة ـ بفتح الزاي وكسرها ـ ووزنها فعيلة ، ووزن زرابيّ فعاليّ. والزّريبة : موضع الغنم وفترة الرّامي.
ز ر ع :
قوله تعالى : (أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ)(٣). الزرع : الإنبات ، وحقيقة ذلك يكون بالأمور الإلهية دون البشريّة ، فلذلك أثبت لهم الحرث ونفى عنهم الزراعة ، فإذا نسب إلى العبيد فإنما ذلك من باب الإسناد إلى السّبب ، نحو : أنبت زيد زرعه ، أي كان سببا في إنباته. والزرع في الأصل مصدر أطلق على المزروع ، كقوله : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ)(٤). ومنه : (هذا خَلْقُ اللهِ)(٥) ويقال : زرع الله ولدك ، على التشبيه. وعليه : (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً)(٦).
وأزرع النبات : أي صار ذا زرع. والمزدرع : مكان الزرع وزمانه ومصدره ، والمفعول ، وبكسر الراء اسم الفاعل ، والأصل التاء ، وإنما أبدلت دالا لأجل الزاي.
__________________
(١) النهاية : ٢ ٢٩٨ ، وفيه : فنحي.
(٢) ١٦ الغاشية : ٨٨.
(٣) ٦٤ الواقعة : ٥٦.
(٤) ٢٩ الفتح : ٤٨. وأخرج شطأه : أخرج فراخه المتفرعة من جوانبه.
(٥) ١١ لقمان : ٣١.
(٦) ١٧ نوح : ٧١.