نبئت نعمى على الهجران عاتبة |
|
سقيا ورعيا لذاك العاتب الزّاري |
والمصدر منهما الزّراية ، والقياس من أزرى الإزراء. وأصل يزدري يزتري ، فأبدلت التاء دالا كما تقدّم.
فصل الزاي والعين
ز ع م :
قوله تعالى : (وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ)(١) أي كفيل ؛ يقال : زعمته أي كفلته وضمنته. قال الشاعر ، وهو عمرو بن شأس (٢) : [من الطويل]
تقول : هلكنا إن (٣) هلكت وإنّما |
|
على الله أرزاق العباد كما زعم |
ومنه الحديث : «الزّعيم غارم» (٤) أي الضامن. زعمت به أزعم زعما (٥) وزعما وزعامة. والزّعم والزّعم والزّعامة أيضا : الرئاسة. والزّعم : القول قد يكون حقا وقد يكون باطلا ، ولكن الأكثر في الثاني لقوله : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا)(٦) وقوله : (هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ)(٧) قرئ بضمّ فائه وفتحها (٨). ومنه قيل : «زعم» (٩) مطية الكذب. وقيل : الزّعم حكاية قول يكون مظنّة الكذب ، ولهذا جاء في القرآن في كلّ موضع ذمّ القائلون به. وقوله تعالى : (سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ)(١٠) يجوز أن يكون من الزعامة ، بمعنى الكفالة ، وأن يكون من الزّعم بالقول ، والأول أظهر.
__________________
(١) ٧٢ يوسف : ١٢.
(٢) شعر عمرو بن شأس : ١٠٥.
(٣) كذا في المصدر المذكور ، وفي الأصل : كما.
(٤) النهاية : ٢ ٣٠٣. الزعيم : الكفيل ، والغارم : الضامن.
(٥) وفي اللسان : مثلثة الزاي.
(٦) ٧ التغابن : ٦٤.
(٧) ١٣٦ الأنعام : ٦.
(٨) قال الفراء : «بزعمهم» ثلاث لغات ، ولم يقرأ بكسر الزاي أحد نعلمه (معاني القرآن : ١ ٣٥٦).
(٩) في النهاية : ٢ ٣٠٣ : «بئس مطيّة الرجل زعموا».
(١٠) ٤٠ القلم : ٦٨.