قرئ «يزفون» و «يزفون» بفتح الياء وضمّها (١). وقرئ «تزفون» بفتح التاء وتخفيف الفاء من وزف يزف : أي أسرع أيضا ، وبه فسّر مجاهد ، كأنه لم تبلغه إلا هذه القراءة ، وهي شاذّة.
وأصل الزّفيف في هبوب الريح وسرعة النّعام الذي يخلط طيرانه بمشيه. يقال : زفّ ، وزفزف ، ومنه استعير : زفّ العروس ، استعارة ما يقتضي السرعة لا لأجل مشيها ، ولكن للذهاب بها على خفّة من السرور. ولما زوّج عليه الصلاة والسّلام فاطمة قال في وليمة صنعها لبلال : «أدخل الناس عليّ زفّة زفّة» (٢) أي فوجا فوجا. سمّوا بذلك لزفيفهم في مشيهم ، أي لسرعتهم.
فصل الزاي والقاف
ز ق م :
(إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ)(٣) هو طعام كريه أعدّه الله لأهل النار. ومنه قيل : تزقّم فلان : أي بلع (٤) شيئا كريها. ويحكى أنه لما نزلت قال بعض الكفار : زقّمينا ، فقامت خادمة ، فخلطت تمرا بزبد ، وأتت به ، وقالت : لا نعرف الزّقوم إلا هذا (٥).
__________________
(١) وقرأها الأعمش «يزفّون» أي يجيئون على هيئة الزفيف (اللسان ـ زفف).
(٢) النهاية : ٢ ٣٠٥.
(٣) ٤٣ و ٤٤ الدخان : ٤٤.
(٤) وفي الأصل : تبلغ.
(٥) في النهاية : ٢ ٣٠٧ : «إن أبا جهل قال : إنّ محمدا يخوّفنا شجرة الزّقّوم : هاتوا الزبد والتمر وتزقّموا» أي كلوا. وقيل : أكل الزبد والتمر بلغة إفريقية : الزّقّوم.