الزّلم زلما لأنه نحت وسوّي واحد من حروفه ، وهذا هو التّزليم وقيل : الأزلام حصى بيض كانوا يضربون بها تفاؤلا ، وعليه قول الشاعر (١) : [من الطويل]
لعمرك ما تدري الطوارق (٢) بالحصى |
|
ولا زاجرات الطير ما الله صانع |
وازلمّ به : أي ذهب ، وفي حديث سطيح : «فازلمّ به شأو العنن» (٣) يقول : ذهب به شوط اعتراض الموت ، وقد استقصينا هذا في «التفسير» وغيره.
فصل الزاي والميم
ز م ر :
قوله تعالى : (زُمَراً)(٤) الزمر : جمع زمرة ، والزمرة : الجماعة القليلة ، ومنه : شاة زمرة للقليلة الشعر ، ورجل زمر للقليل المروءة. وزمرت النّعامة ، تزمر زمارا : إذا صوّتت ومنه اشتقّ الزّمر ، والقصبة التي يزمر بها زمّارة ، وهو من الإسناد المجازيّ كقولهم للأرض المزدرعة : زرّاعة ، ويكنى بالزّمّارة عن الزّانية. وفي الحديث : «نهى عن كسب الزمّارة» (٥). وقيل : والحديث غلط فيه ، وإنّما هو الرّمّازة ؛ الراء قبل الزاي لأنها ترمز للناس بعينها. قال الشاعر (٦) : [من الكامل]
رمزت إليّ لخوفها من بعلها |
|
من غير أن يبدو هناك كلامها |
__________________
(١) البيت للشاعر لبيد ، الديوان : ١٧٢.
(٢) كذا رواية المخطوطة ، واللسان ـ مادة طرق. وفي الديوان : الضوارب.
(٣) من شطر لسطيح. وهو كما في النهاية : ٢ ٣١١ :
أم فاز فازلمّ به شأو العنن
قيل : أصلها : ازلامّ كاشهابّ فحذف الألف تخفيفا. وشأو العنن : اعتراض الموت. وقيل : ازلّم : قبض. العنن : الموت ، أي عرض له الموت فقبضه.
(٤) ٧١ الزمر : ٣٩ ، وغيرها.
(٥) النهاية : ٢ ٣١٢.
(٦) أنشده الهروي ، وانظره في حاشية (١) من النهاية : ٢ ٣١٢ ، وفيه خلاف.