فصل السين والباء
س ب أ :
قوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ)(١). سبأ في الأصل : اسم رجل من قحطان. وقيل : اسمه الأصليّ عبد شمس ، وسبأ لقب له لأنّه أول من سبا ، وفيه نظر لأنّ المادتين مختلفتان ، وولد له عشرة أولاد ، تيامن (٢) ستة وهم : جمعة وكندة والأزد ومجاشعة وخثعم وبجيلة. وتشأم أربعة وهم : لخم وجذام وعاملة وغسان. ثم سميت به بلد معروفة وصرّف ليعرف أهلها. المثل لقصّة استوفيناها (٣) في «التفسير» ؛ فيقال : تفرّقوا أيادي سبا ، وأيدي سبا (٤). وقيل : سمي به القبيلة أو الحيّ ، ومن ثمّ قرئ في الصحيح بصرفه ومنعه ؛ فمن الصرف قوله (٥) : [من البسيط]
الواردون وتيم في ذرى سبإ |
|
قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس |
ومن المنع قول الآخر (٦) : [من المنسرح]
من سبأ الحاضرين مأرب إذ |
|
يبنون من دون سيلها العرما |
__________________
(١) ١٥ سبأ : ٣٤.
(٢) تيامن : ذهب إلى اليمن ، وتشأم : قصد الشام.
(٣) ضربت بهم العرب المثل في الفرقة ، لأنه لما أذهب الله عنهم جنّتهم وغرّق مكانهم تبدّدوا في البلاد (اللسان).
(٤) العرب لا تهمز سبأ في هذا الموضع لأنه كثر في كلامهم ، فاستثقلوا فيه الهمزة وإن كان أصله مهموزا (اللسان ـ مادة سبأ).
(٥) البيت لجرير. وروايته هنا تناسب رواية معاني القرآن للفراء : ١ ٣٠٨. واختلفت رواية صدره في الديوان (ص : ٣٢٥) ، وفيه :
تدعوك تيم وتيم في قرى سبأ
(٦) البيت من شواهد اللسان (مادة ـ سبأ) ، ومنه صوّبنا رواية البيت.