س ب ط :
قوله تعالى : (وَالْأَسْباطِ)(١) جمع سبط ، وهم في بني إسرائيل كالقبائل في العرب. وأحسن منه ما قاله الأزهريّ : الأسباط في ولد إسحاق والقبائل في ولد إسماعيل ؛ فعلوا ذلك تفرقة بين أولاد الآخرين ، أعني إسحاق وإسماعيل. ولكنّ الأسباط إنما هم أولاد يعقوب بن إسحاق. واشتقاق ذلك من الامتداد والتفريع ؛ لأنّ السبط ولد الولد ، فكأنّ النسب امتدّ وانبسط وتفرّع. يقال : شعر سبط ضدّ جعد ، وعظامه سبط أي طويلة. قال الشاعر : [من الطويل]
فجاءت به سبط العظام كأنّما |
|
عمامته بين الرجال لواء |
وقد سبط سبوطا وسباطة. والساباط : مامدّ من دار إلى أخرى ، من ذلك. وسباطة الدار : ملقى زبالتها. لامتدادها. وفي الحديث : «فأتى سباطة قوم فبال» (٢). وقيل : اشتقّوا من السّبط ؛ وهو الشجرة التي أصلها واحد وأغصانها كثيرة. وفي الحديث : «الحسين سبط من الأسباط ـ أي أمّة من الأمم ـ في الجنة» (٣) واستدلّوا بقوله تعالى : (أَسْباطاً أُمَماً)(٤). فترجم الأسباط بالأمم ؛ فكلّ سبط أمة. وفي الحديث : «الحسن والحسين سبطا رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (٥) أي طائفتان وقطعتان (٦) منه. وعن المبرّد قال : سألت ابن الأعرابيّ عن الأسباط فقال : هم خاصة الولد (٧).
وفي الحديث ؛ في صفته عليه الصلاة والسّلام : «ليس بالسّبط ولا الجعد القطط» (٨). يقال : رجل سبط ، وسبط ، وسبط. وقد سبط شعره سبوطة ، كقطط شعره قطوطة.
__________________
(١) ١٣٦ البقرة : ٢.
(٢) النهاية : ٢ ٣٣٤.
(٣) النهاية : ٢ ٣٣٤.
(٤) ١٦٠ الأعراف : ٧.
(٥) النهاية : ٢ ٣٣٤.
(٦) في الأصل : وقعتا منه ، ولعلها كما ذكرنا.
(٧) وقيل : أولاد الأولاد ، أو أولاد البنات.
(٨) النهاية : ٢ ٣٣٤. والقطط : الشديد الجعودة ، أي كان شعره وسطا بينهما.