س ب ع :
قوله تعالى : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً)(١) ليس المراد حصر العدد ، بل المراد التكثير. والمعنى : إن استكثرت من الاستغفار لهؤلاء فلن يغفر الله لهم. قال الأزهريّ : أنا أرى هذه الآية من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد. وحكى أبو عمرو أن رجلا أعطى أعرابيا درهما فقال : سبّع الله لك الأجر. أي ضعّفه. قال الهرويّ : والعرب تضع التسبيع موضع التّضعيف ، وإن جاوز السبع. والأصل فيه قوله تعالى : (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ)(٢).
والسّبع : كلّ حيوان متقوّ ، سمّي بذلك لتمام قوّته ، وذلك أن السّبع من الأعداد التّامة. وسبع فلان (٣) فلانا : اغتابه ، كأنّه أكل لحمه أكل السباع. والمسبع : موضع السباع.
والسّبع : جزء من سبعة أجزاء. والأسبوع : سبعة أيام ، جمعه أسابيع ، ومثله السّبع.
والسّبع في الورد كالخميس فيه. وقول ربيعة الهذليّ (٤) : [من الكامل]
.................. كأنه |
|
عبد لآل أبي ربيعة مسبع |
قيل : معناه وقع في غنمه السبع. وقيل : المهمل من السباع. وكني بالمسبع عن الدّعيّ الذي لا يعرف أبوه. وسبعت القوم : جعلتهم سبعة ، أو أخذت سبع أموالهم ، نحو ربعتهم وثلثتهم ، بمعنييه. وقوله : (ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً)(٥) من باب (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً). وقوله : (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً)(٦) عنى بالسّبع المتطابقة.
__________________
(١) ٨٠ التوبة : ٩.
(٢) ٢٦١ البقرة : ٢.
(٣) وفي الأصل : فلانا ، وهو وهم.
(٤) عجز وكلمة من بيت أبي ذؤيب الهذلي في صفة حمار الوحش ، وتمامه :
صخب الشوارب لا يزال كأنه |
|
........ عبد |
(ديوان الهذليين : ١ ٤ ـ اللسان ـ مادة سبع). وأبو ربيعة هو ابن ذهل بن شيبان. والمؤلف وهم إذ نسبه إلى ربيعة ، وأبو ذؤيب اسمه خويلد بن خالد.
(٥) ٣٢ الحاقة : ٦٩.
(٦) ١٢ النبأ : ٧٨.