فصل السين والتاء
س ت ر :
قوله : (حِجاباً مَسْتُوراً)(١) قيل : معناه ساترا ، فهو مفعول بمعنى فاعل ، وعكسه فاعل بمعنى مفعول نحو : (ماءٍ دافِقٍ)(٢) أي مدفوق. والصحيح أنّ كلا منهما على بابه كما حقّقناه في غير هذا الموضوع.
وأصل السّتر : التغطية والإخفاء. والاستتار : الاستخفاء. والسّتر والسّترة : ما يستتر به أي يغطّى. والإستارة : بمعنى السّتر أيضا ، ومنه الحديث : «أيّما رجل أغلق دون امرأته بابا وأرخى عليها إستارة فقد تمّ صداقها» (٣). قال شمر : الإستارة من السّتر ، ولم أسمعه إلا في هذا الحديث. وقد جاءت السّتارة والمستر في معنى السّتر. وقد قالوا : أسوار للسّوار ، وإشرارة لما يشرر عليه الأقط.
فصل السين والجيم
س ج د :
قوله تعالى : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ)(٤) أصل السجود الخضوع (٥) والتذلّل. وخصّ ذلك شرعا بعبادة الله ؛ فلا يجوز السّجود لغير الله تعالى. والملل مختلفة في ذلك. فأمّا السجود ، على سبيل العبادة ، فلا يجوز في ملّة من الملل ، وأمّا على سبيل التعظيم كسجود الملائكة لآدم ، وإخوة يوسف لأخيهم ، فهذا محلّ الخلاف. على أنّ من الناس من قال ؛ إنما كان آدم كالقبلة لهم ، ثم السجود عامّ في الأناسيّ والحيوانات والجمادات ، وهو
__________________
(١) ٤٥ الإسراء : ١٧.
(٢) ٦ الطارق : ٨٦.
(٣) النهاية : ٢ ٣٤١. ويقول ابن الأثير : ولو رويت «أستاره» جمع ستر لكان حسنا. وكذا في اللسان.
(٤) ١٥ الرعد : ١٣.
(٥) ساقطة من ح.